تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

إلى المثقفين الغربيين

لا يكفى أن نخاطب أنفسنا طول الوقت. حسنًا أن يعبر كلُ منا عما يجيشُ فى صدره إزاء مذابح دموية مهولة يرتكبها الصهاينة فى غزة، ويتواطأ كثيرُ من الحكومات الغربية عليها، ويشارك بعضهم فيها دعمًا ومساندة. مهمُ جدًا فى هذا الوضع الحرج أن نخاطب الغربيين بلغة هادئة، عسى أن تفيق ضمائرُ خدرتها أكاذيبُ صهيونية رائجة فى كثيٍر من وسائل الإعلام الغربية.

وضرورى أن يخاطب مثقفون عرب نظراءهم فى الغرب سعيًا إلى إبطال مفاعيل هذه الأكاذيب، بعد أن بدأنا نلمس أثر المشاهد البشعة وجثث الأطفال وأشلاءهم فى تغيير مواقف بعض ممن استسلموا للأكاذيب الصهيونية، أو اختاروا الصمت.

ولهذا بادر بعض المثقفين العرب بإعداد رسالة إلى المثقفين فى الغرب تعبر عن خيبة أمل فى مواقف من عُرف عنهم إيمانُ بالحرية والتحرر وحقوق الإنسان، وتدعوهم لاستلهام مواقف مشرفة تتخذها قطاعات حية من شعوبهم فى تظاهراتٍ مُناصرة لحقوق الشعب الفلسطينى، ومُندَّدة بممارسات القتل والقمع والحصار, بدل الانسياق وراء حكوماتهم التى تحاول تزوير نضال الشعب الفلسطينى والتعامل معه بوصفه «إرهابًا». وتُذَكرهم الرسالة بأن فى اتهام المقاومة بـ«الإرهاب» انتهاكًا صارخًا لمبادئ القانون الدولى الذى يقر حقوق الشعوب فى تحرير أراضيها المحتلة بالوسائل كافة، بما فيها العمل المسلح. وتطرح عليهم سؤالاً عن استعدادهم لأن يقبلوا –فكريًا ونفسيًا وأخلاقيًا- وصف المقاومات الوطنية ضد النازية فى أوروبا بأنها كانت حركات إرهابية؟.

وتنتهى الرسالة، التى بادر عددُ ممن وقعوها بإرسال نسختيها الإنجليزية والفرنسية إلى مؤسساتٍ ثقافية وجامعاتٍ ومراكز أبحاث ومطبوعاتٍ غربية، بدعوتهم إلى حوارٍ ثقافى حول المبادئ والقيم التى ناضلت شعوب العالم طويلاً من أجلها، وموقع قضية فلسطين فيها، عسى أن يُصحَّح الضمير الثقافى الرؤى والمواقف الخاطئة التى يقع فيها كثير من المثقفين فى الغرب.

وذُيلت الرسالة بتوقيع عشرات المثقفين من معظم البلدان العربية، مثل أدونيس ومرسيل خليفة وعبدالإله بلقزيز ونصير شمة وعلوية صبح وعزيز العظمة وعلى أومليل وشوقى بزيع وأمين الزاوى ومحمد براَّدة ومحمد المعزوز وواسينى الأعرج وفخرى صالح وداود عبدالسيد وعبده وازن ونبيل عبدالفتاح وكاتب السطور، وغيرهم.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية