تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الفنُ المُقاوم

كان الفن، ومازال، من أهم أدوات المقاومة الفلسطينية مع غيره من أشكال الإبداع. وتلعب السينما الفلسطينية دورًا محوريًا فى هذا المجال عبر الأفلام الروائية والوثائقية.
وها هو فيلم فى "حدا عايش!" ينتشر بعد عرضه فى مهرجان كان الدولى فى أبريل الماضى. وهو أول فيلم عن أسطورة الصمود فى قطاع غزة.
قال عنه الناقد السينمائى المثقف محمد رضا إنه يبدو مثل وردةٍ تخرج من قلب الركام. والفيلم يُصوَّر ما يترتب على محاولة إبادة القطاع، وما يحدث إثر قصف المنازل وغيرها من المبانى.
واختار مخرجه عمر الصاوى بدايةً مأساوية فى مشهدٍ لا يظهر فيه شىء بسبب الظلمة الشديدة، ولكن يُسمع صوتُ شخص مدفون تحت أنقاض بيته المُهدَّم .. صوت لاهث يدعو الله ويسأل عما إذا كان أحد يسمعه، وعمن بقى حيًا، ثم يسمعُ صوت ابنه الصغير فيعرف أنه موجود فى المكان. وكان عرضه فى مهرجان كان فرصةً لحصد مزيد من الدعم لغزة وقضية فلسطين.

وقبله بأشهر أصدر المخرج المتميز ركان مياسى فيلمه المفتاح الذى يدور حول عائلةٍ صهيونية تعيش فى قلق وخوف متواصلين، ويتخيل أفرادها أن هناك من يحاول فتح باب المنزل الذى اغتصبوه من أصحابه الفلسطينيين. ويصاب الأب بحالة هستيرية فيستل مسدسه ويُطلق النار على الباب.
وهذه معالجة سينمائية بديعة لخوف المُحتل المُغتصب تنطوى على رمزيتين مهمتين. الأولى تتصل بحقوق الشعب الفلسطينى التى تطارد الصهاينة وتؤرقهم. والثانية تتعلق بالمفتاح الذى يعبر عن حق الفلسطينى فى العودة إلى أرضه.

وكان للمفتاح هذه الدلالة منذ النكبة، إذ احتفظت أمهاتُ فلسطينيات هجّرن مع عائلاتهن بمفاتيح بيوتهن, وتوارثت أجيال متوالية هذه المفاتيح.

واستمرارًا لعملية توثيق سينمائى لا تتوقف، أصدرت المخرجة لينا سوالم فيلمها الوثائقى الطويل "وداعًا طبرية", حيث تسافر عبر الزمان لسرد قصة أمها الممثلة هيام عباس وعودتها إلى بلدتها فى فلسطين المحتلة عام 1948 بعد غياب سنوات طويلة، ومعها قصص تناقلتها أربعة أجيال من النساء الفلسطينيات منذ النكبة
.. وهكذا يواصل الفن السينمائى دوره المؤثر فى مقاومة الإجرام والإبادة رغم صعوبة الظروف وقسوتها.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية