تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

يبدو أن المسئولين الصهاينة نسوا أو تناسوا ما نقلته القناة 12 وصحيفة هآرتس الإسرائيليتان عن عددٍ من المحتجزين الذين أُفرج عنهم فى إطار صفقة التبادل فى نوفمبر 2023. فقد قالوا إن رئيس حركة «حماس» فى قطاع غزة يحيى السنوار دخل إليهم وتحدث معهم بالعبرية وطمأنهم إلى أنهم موجودون فى المكان الأكثر أمانًا فى القطاع. كان السنوار إذن فى أحد الأنفاق الأكثر حصانةً ومنعة. وكذلك كان قائد كتائب القسام محمد الضيف فى نفقٍ لا يقل حصانة. وليس هناك سببُ معقول لخروج أىٍ منهما من موقعه المؤمن جيدًا بعد تسعة أشهر من بداية العدوان. فإذا كانا قد تمكنا من إدارة المعارك طول هذه الفترة من موقعيهما الحصينين، ففى استطاعتهما أن يواصلا، ولا حاجة لأى منهما إلى الخروج والتحرك على سطح الأرض. ولهذا فإن ما ورد فى البيان الصهيونى بشأن مجزرة المواصى، وهو أن الضيف خرج مع تقدم المفاوضات, لا يدخل عقل طفل. فما الذى خرج ليفعله، ولم يكن ممكنًا أن يقوم به فى موقعه. أما الكذبة الأكثر كذبًا فى الرواية الصهيونية المرتبكة فهى أن بين الشهداء عشرات من حراس الضيف، ورافع سلامة قائد لواء خان يونس. فأىُ حراسٍ هؤلاء، وهل يتحرك «المحروسان» فى مواكب تجوب أنحاء قطاع غزة طول الوقت فيحتاجان إلى من يحرسهما؟ وما الذى يستدعى وجود حراسة فى أنفاقٍ محصنة ومؤمنة لم يستطع الصهاينة وحلفاؤهم فك شفراتها لأكثر من تسعة أشهر؟ والحال أنه لا الضيف كان فى منطقة مواصى غزة التى دُكت بقنابل أمريكية، ولا السنوار بالتأكيد، بل عشرات آلاف المدنيين الذين قُصفوا فى مجزرةٍ لا يرتكبها إلا الكائنات الأكثر وضاعةً فى الكوكب. كلُ ما فى الأمر أن حكومة الهمج أرادت إفشال المفاوضات التى كانت جاريةً للتوصل إلى صفقةٍ قد تقود إلى إنهاء العدوان، وأن الجيش الأكثر انحطاطًا فى التاريخ وجدها فرصةً لمواصلة الانتقام من مدنيين أبرياء وهو الذى فشل فى مواجهة المقاومة. فمن الفشل ما يجعلُ الفاشل أكثر وضاعةً وحقارة، وما أدراكَ ما فشلُ الوضيع وإخفاقُ الخسيس.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية