تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
العارورى أول من عرف
فشلوا فى مواجهة المقاومة فى الميدان فى غزة، فلجأوا إلى عملية اغتيال غادرة فى بيروت. لم يتمكنوا من الوصول إلى أحد من قادة «كتائب القسام» الكبار فى غزة، فاستسهلوا اغتيال مسئول كبير فى «حماس» فى الخارج. حلموا على مدى أكثر من ثلاثة أشهر بالعثور على قادة «القسام» الأربعة، الذين خططوا لهجوم 7 أكتوبر، ووضعوا خطة القتال المُحكمة على أساس الدفاع الإستراتيجى والهجوم التكتيكى، وأعدوا مقاومين رفيعى المستوى رغم أنهم لم يدرسوا فى كليةٍ أو أكاديميةٍ عسكرية. لا يجدون يحيى ومحمد السنوار ومحمد الضيف ومروان قاسم إلا فى صورة كوابيس تؤَّرقهم وتقُضُ مضاجعهم، وهم الذين وعدوا جمهورهم المُشبع بالإجرام مثلهم بأن يسوقوهم رافعين راياتٍ بيضاء، أو يُصورون جثثهم.
لم يعد القتل والتدمير الهمجيان فى غزة يُشفيان غليلهم, إذ يزداد انفعالهم كلما مضى الوقت دون أن يُحققوا أيًا من أهدافهم المُعلنة. فلا قضوا على المقاومة، ولا ظفروا برءوس قادتها، ولا استعادوا أسراهم بالقوة. ولكن اغتيال الشيخ صالح العارورى فى مكتبٍ، وليس فى ميدان قتال, لا يُقلل فشلهم.
اغتالوا العارورى لأنه بدأ نضاله فى «كتائب القسام» وشارك فى تأسيسها فى الضفة الغربية, وليس لأنه نائب رئيس مكتب «حماس» السياسى. صوَّبوا عليه لأنه «قسامي» فى الأساس. ورغم أن «كتائب القسام» هى جناح «حماس» العسكرى، فقد ازداد دورها، وصارت لها الكلمة الفصل سياسيًا وليس عسكريًا فقط منذ 2017 عندما تولى السنوار قيادتها فى القطاع. والأرجح أن هجوم 7 أكتوبر يُكَّرِس هذا التمايز، على نحوٍ يُجيزُ القول إن القساميين يعيدون رسم صورة «حماس»، ويعطونها وجهًا جديدًا سيتضح تدريجيًا مدى اختلافه عن وجهها الذى عُرفت به من قبل.
وتُفيد معلوماتُ موثوقة مصادرُها بأن العارورى أول من أُعلِم بهجوم 7 أكتوبر قبل نحو ساعةٍ واحدةٍ من شنه، لكى يُبلغ قيادة حزب الله, دون أن يعنى ذلك مشاركته فى الإعداد له بخلاف ما ادعاه مدير «الموساد» غداة اغتياله.
لَحِق العارورى بقافلة شهداءٍ سبقوه، وآخرون سيلحقونه دون أن يؤثر ذلك فى قدرات المقاومة بكل فصائلها.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية