تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

البلطجى حين يتوسط

يستمد البلطجى سطوته من بطشه وقدرته على إخضاع الآخرين. لكن بين البلطجية من يضطرون أحيانًا لتغيير سلوكهم، وقد يلجأ بعضهم إلى حماية إحدى أذرعه الرئيسية عن طريق الوساطة وليس البطش. وهذا ما فعله بلطجى العالم الراهن منذ أن تأكد من أن إيران قررت الرد على الاعتداء الصهيونى على قنصليتها لدى سوريا.

 

فتحت واشنطن خطًا مع طهران عبر عاصمة أوروبية وأخرى عربية. لم يكن ممكنًا إقناع الإيرانيين بالتخلى عن الرد العسكرى إلا مقابل وقف العدوان على غزة. وهذا ثمنُ لا يقدر عليه البلطجى، وقد صار وسيطًا، لأنه يُغضُب ذراعه الصهيونية التى تصبح فى بعض الظروف أطول منه. وهو يخشى فى الوقت نفسه أن تنفلت الضرباتُ أو رسائل النار المتبادلة فتُشعلُ المنطقة على نحوٍ يتعذر وضع سقف لها. فكانت رسالته إلى طهران أن الرد المحسوب الذى لا يؤدى إلى خسائر باهظة فى إسرائيل يتيحُ له الضغط عليها لكى يكون الرد على الرد فى الإطار نفسه. لم يكن فى انتظار جواب إيرانى. ولكن لأن الإيرانيين يعرفون قدراته الاستخباراتية وقدرته على رصد كل ما يُعدونه للرد, فقد أجابوا بالإيجاب. وربما أرادوا بجوابهم هذا طمأنة جيرانهم العرب الذين قد يحسبون حساب الدمار المُتوقع فى حالة نشوب حربٍ واسعة بلا سقف. وبناءً على ذلك يمكن فهم الرسائل التى وجهها البلطجى إلى ذراعه الصهيونية فى اليومين اللذين سبقا الرد-الهجوم الإيرانى.

ومن أهم ما نلاحظُه فى هذه الرسائل استخدام لغة صارمة للمرة الأولى منذ 7 اكتوبر فى تنبيه إسرائيل إلى ضرورة التنسيق مُسبقًا قبل أى ردٍ على الرد. وكانت هذه رسالةً على طهران أيضًا مؤداها أن واشنطن حريصة على أن يكون أى ردٍ إسرائيلى على الهجوم محسوبًا بدوره. كما صيغ الموقف الأمريكى بشأن الدفاع عن إسرائيل بحيث يحمل معنى عدم الاستعداد لأكثر من ذلك.

ولكن إذا نجحت واشنطن فى ضبط الرد الصهيونى على الرد الإيرانى، وتمكنت من تجنب اشتعال المنطقة هذه المرة، فهل تسلم الجرة كل مرة فى الوقت الذى تضع مصالحُ السياسيين الأمريكيين المُتهافتين سقفًا للضغط على حكومة نيتانياهو؟.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية