تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
الاستشهاد خيرُ له
رجل أفعال لا أقوال. هكذا يوُصف مروان عيسى نائب القائد العام لكتائب القسام فى الإعلام العبرى.
وهكذا يشهدُ تاريخه وصفُ دقيقُ لرجلٍ حرص على الابتعاد عن الأضواء، والعمل فى صمت. ولكنه ليس أى عملٍ ذلك الذى قام به، خاصةً منذ أن تولى مهام موقعه الحالى عام 2014 خلفًا للشهيد أحمد الجعبرى الذى كان الوصف نفسُه ينطبق عليه.
كانت تصفيته هدفًا أساسيًا لحكوماتٍ صهيونية متوالية، وباءت محاولاتُ عدة لاغتياله بالفشل. ولكن ربما تكون نتيجة المحاولة الأخيرة مختلفة.
هذا ما يأمُله الصهاينة بعد أن دكوا منزلاً فى مخيم النصيرات بقنابل خارقة للتحصينات قبل أيام. فقد رصدوا وجود نفقٍ تحت هذا المنزل، وأفادت معلومات حصلوا عليها أن عيسى يوجدُ فيه مع زميله غازى أبو طماعة الذى يُشرف على تطوير أسلحة كتائب القسام، وكان قبل ذلك قائدًا للواء مخيمات المنطقة الوسطى فى القطاع.
يبحث نيتانياهو وقادةُ جيش الاحتلال عن أي صورةٍ يمكن تسويقها بوصفها دليلاً على نصرٍ يستعصى عليهم بعد أكثر من خمسة أشهر من القتل والتدمير المتواصلين. لا يستطيعون التأكد من نتيجة القصف الذى استهدف من يعتبرونه، منذ 7 أكتوبر الماضى، المطلوب رقم 3 بعد يحيى السنوار رئيس حركة حماس فى قطاع غزة ومحمد الضيف القائد العام لكتائبها.
ولهذا لم يُعلنوا أنهم قتلوه، واكتفوا بتسريب أنهم يسعون للتأكد من نتيجة قصف النفق. يخشون أن يكون قد نجا كما حدث مراتِ آخرها قبل أسابيع عندما استهدفوا مبنى فى مدينة غزة. ولكنه كان قد غادره قبيل القصف.
ويبدو أنهم لا يريدون تكرار خطأ جعلهم أضحوكةً فى نوفمبر الماضى عندما أعلنوا اغتيال القيادى روحي مشتهى، ثم تبين أنه نجا من القصف الذى استهدفه. وربما ينتظرون أن يأتيهم الخبرُ اليقين فى بيانٍ تصدره «حماس» حال التأكد من استشهاده.
وإذا ثبت أنه استُشهد فعلاً فهذا خيرُ له وأبقى، وهو الذى أضنى السرطان جسده فى السنوات الأخيرة، ولكنه لم ينل من روحه وعزيمته. خيرُ لمثله أن يرتقى شهيدًا فى الميدان اليوم من أن يموت مريضًا بالسرطان بعد أيام.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية