تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

أقاربُنا الإسبان

يربطنا نحن العرب بإسبانيا وشعبها تاريخُ مضى، ولكن أثره باق فى مشاعر تتحرك فى وقتٍ أو آخر. تحركت مشاعر كثيرٍ من الإسبان رفضًا للعدوان الهمجى الصهيونى الأمريكى على قطاع غزة، ودعمًا للشعب الفلسطينى وقضيته. كما تحركت مشاعر كثير من العرب تشجيعًا لمنتخب إسبانيا فى بطولة الأمم الأوروبية «يورو 2024»، وفرحًا لتألقه وفوزه فى كل مباراةٍ خاضها منذ دور المجموعات وحتى حصوله على الكأس بجدارة. كانت إسبانيا جزءًا من الحضارة الإسلامية لفترةٍ طويلة امتدت زهاء ثمانية قرون. ولهذا من الطبيعى أن نجد تعاطفًا متبادلًا بلغ أوجه على الصعيد العربى فى مساندة منتخب إسبانيا، الذى أبدع فى «يورو 2024»، وأثبت أن للفن والجمال مكانًا باقيًا فى كرة القدم برغم تغير أساليب اللعب وطرقه. وظهر تشجيع محبى الكرة فى مصر منتخب إسبانيا فى المقاهى التى بثت مبارياته. ربما تصور من مر فى طريقه بأحد هذه المقاهى أن منتخب مصر هو الذى يلعب لشدة تفاعل المشاهدين مع أحداث المباراة. كان تفوق المنتخب الإسبانى واضحًا منذ بداية المسابقة، إذ أوقعته القرعة فى المجموعة الأكثر صعوبة التى وُصفت بأنها «مجموعة الموت» لأنها ضمت معه منتخب إيطاليا الفائز ببطولة النسخة السابقة، ومنتخب كرواتيا ثالث مونديال 2022، ووصيف مونديال 2018، إلى جانب منتخب ألبانيا الضعيف، ولكنه فاز فى مبارياته الثلاث وحقَّق العلامة الكاملة. وبعد أن اجتاز منتخب جورجيا الصاعد بقوة، واجه المنتخب الألمانى فى ربع النهائى وهزمه فى عقر داره فى أقوى مباريات البطولة وأكثرها إثارة وتشويقًا. وقلب تأخره بهدفٍ فى نصف النهائى أمام منتخب فرنسا لفوزا أخذه إلى المباراة النهائية التى واصل إبداعه فيها أمام منتخب إنجلترا الذى كان ضمن قائمة المرشحين للحصول على الكأس.

فرح محبو الكرة العرب لإنجاز منتخب إسبانيا الذى يعرفون بعض لاعبيه من واقع مشاهدة الدورى الإسبانى الذى يضم أنديةً تُذَّكرنا أسماؤها بحضارة الأندلس مثل جرنادا «غرناطة» وسبيلا «إشبيلية»، وكاديس «قادش». أنديةُ صغيرة ولكن فى أسمائها عبقُ تاريخٍ يشعر من يعرفه بأن الإسبان أقاربُ لنا، وليسوا أصدقاء فقط.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية