اهتمت دراما رمضان هذا العام بالتركيز على هوس السوشيال ميديا واقتحامها خصوصية الأفراد، والتأثير على حياتهم بكافة أبعادها النفسية والاجتماعية والاقتصادية، وقد ظهر ذلك بشكل كبير فى مسلسل أعلى نسبة مشاهدة لسلمى أبو ضيف وإخراج ياسمين أحمد كامل، حيث تناول هوس السوشيال ميديا وكيف يؤدى بصاحبه إلى التنازل رويدا رويدا.

الأمر الذى قد يصل إلى إفشاء أسرار البيوت وجعل الحياة الخاصة على مرأى ومسمع الجميع، لتحقيق الترند، والشهرة أيا كانت هذه الشهرة، فقد تكون سلبية ناتجة عن مضمون تافه، ومتدنٍ ولكن الأهم هو زيادة عدد المتابعين والمشاهدين طمعا فى العائد المادى والإعلانات وغيرها من إغراءات قد تورط من يعمل بها فى بعض المشاكل لعدم وجود الوعى الكامل بإيجابيات وسلبيات التكنولوجيا الحديثة، وكيفية الاستفادة منها فى الأمور الإيجابية وتجنب مساوئها، مما كان له دور فى توعية شبابنا بمخاطر السوشيال ميديا، وكذلك توعية الآباء والأمهات بكيفية التعامل مع هذا الهوس والبعد عن سياسة العنف واللجوء إلى التريث وثقافة الحوار حتى يحموا أولادهم من واقع موجود بالفعل.

أيضا تم تناول ظاهرة الابتزاز الإلكترونى فى مسلسل عتبات البهجة ليحيى الفخرانى وإخراج مجدى أبو عميرة، وكيفية التعامل معه، وتوعية الفتيات بالحفاظ على صورهن وخصوصيتهن التى قد يستغلها البعض لتحقيق مصالحهم الشخصية، مما واكب انتشار هذه الظاهرة فى المجتمع مؤخرا، والتى أودت بأرواح بعض الفتيات خوفا من رد فعل الأسرة والمجتمع وتشويه سمعتهم بالسوء.

فقد جاء المسلسل فى وقته ودق ناقوس الخطر، أيضا أشار إلى بعض المواقع الإلكترونية التى يتم الشراء من خلالها لأى منتج بدون رقابة مما يسبب خطرا على شبابنا ومجتمعنا، بالإضافة إلى تناول علاقة الجد بالسوشيال ميديا، وأن مواقع التواصل الاجتماعى لا يقتصر استخدامها فقط على الشباب بل العكس فلها جمهور من كبار السن خاصة الذين يعانون الوحدة فيجدون فيها ملجأهم ووسيلة لاكتساب أصدقاء جدد والتعبير عن مشاعرهم وللقضاء على عزلتهم.

كما ظهر اقتحام السوشيال ميديا لخصوصية الأفراد فى مسلسل بقينا اتنين لشريف منير وإخراج طارق رفعت، وكيف أثر على حياة أبطال العمل ، وعلى استقرارهم فى وظائفهم.

وفى مسلسل «بابا جه» لأكرم حسنى وإخراج خالد مرعى، كان للسوشيال ميديا دور كبير، حيث لجأ إليها بطل العمل بعد فقد وظيفته فى جائحة كورونا، مصمما تطبيقا على السوشيال ميديا باسم «بابا جه» ليقوم من خلاله بالعمل كأب بديل أو جليس للأطفال، فيحقق نجاحا كبيرا، إلا أنه يتركه فى نهاية الأمر مقدما رسالة أن وجود الأب فى الأسرة لا يعوضه تطبيق الكترونى، فهو عماد الأسرة وله دور كبير فى نجاحها واستقرارها.

وتأتى نيللى كريم فى مسلسل «فراولة» لتقدم شخصية انفلونسر مشهورة بعلم الطاقة والتى أوهمت الجميع بأنها خبيرة بها .

وأخيرا فهوس السوشيال ميديا هو واقع نواجهه حاليا، وعلينا التريث فى التعامل معه، وكان لدراما رمضان 2024 دور كبير فى إلقاء الضوء على هذه الظاهرة وتقديم مقترحات لكيفية التعامل معها، ولكن علينا أن نضع حدودا لهذه الظاهرة بأنفسنا قبل أن تتفاقم وتصبح هوسا لا يمكن ردعه.