تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
رسالة الإمام...إحياء الدراما الدينية التاريخية
عودة قوية للمسلسلات الدينية التاريخية مع مسلسل رسالة الإمام، يتناول المسلسل جزءا من المسيرة الفقهية والاجتماعية للإمام محمد بن إدريس الشافعى ثالث الأئمة الأربعة عند أهل السنة وصاحب المذهب الشافعى خاصة فى فترة وجوده فى مصر وارتباطه بحضارتها، بالتوازى مع رصد واع للفترات التاريخية التى مرت بها مصر، فأصبح العمل وجبة درامية متكاملة تجمع بين المضمون الدينى والمضمون التاريخى الذى افتقدناه لفترة طويلة وافتقدته الخريطة الرمضانية فى الآونة الآخيرة،
أتذكر مسلسل عمر بن عبد العزيز للفنان الكبير نورالشريف، وأبوحنيفة النعمان للفنان القدير محمود ياسين ، وعصر الأئمة والطارق وإمام الدعاة، والفرسان ، وغيرها من دراما دينية تاريخية لعمالقة الدراما المصرية الذين تركوا بصمة لا تنسى واستطاعوا تجميع شمل الأسرة حول كل مسلسل لمشاهدته والاستمتاع به.
فهذه النوعية من الدراما ارتبطت بها أجيال وأجيال، فيجد الجمهور طمأنينته وسكينته فى مشاهدتها والقدوة التى يرتبطون بها ويصبح لها أثر لا يستهان به فى سلوكهم وتعاملاتهم اليومية، فيتعلمون التسامح والمحبة والرحمة وكل المبادئ والقيم التى أقرتها الأديان السماوية جميعها.
وأصبح الجيل الحالى من الشباب فى أمس الحاجة إلى القدوة الدينية الروحانية التى تلهمه الصواب وتعرفه الخطأ، وتساعده فى التعرف على أئمته ورموز دينه بالإضافة طبعا لدور الأسرة ودور العبادة ومؤسسات التنشئة الاجتماعية، واستطاعت الدراما التليفزيونية هذا العام كقوى ناعمة أن توجد الرابط من جديد بين المشاهد والمضمون الدرامى الدينى والتاريخى وبأسلوب وتقنية جديدة مواكبة لتطورات العصر وبأسلوب ونهج مختلف.
كما استطاع الفنان خالد النبوى أن يقدم شخصية الإمام الشافعى بطريقة مختلفة عما تم تقديمه من قبل، وأضاف لها تكنيكه الخاص فى التمثيل الذى طالما أصفه بالأداء الاحترافى التلقائى السهل الممتنع، فتشعر معه بواقعية الشخصية وأدائها الحقيقي، وتدريجيا تنفصل عن واقعك وتعيش فى واقعه مستمتعا بالسلاسة والتلقائية وإتقانه اللغة العربية الفصحى والتلوين الصوتى المتناغم مع كل كلمة وجملة يتحدث بها، مع تميزه فى لغة الجسد من حركات العين وتعبيرات الوجه والابتسامة التى طالما كانت أداته الأساسية فى توصيل كل رسالة للجمهور وكل حكمة وكل معلومة فيشعر المشاهد بالألفة معه مما يزيد من تأثره بالشخصية ،
وهذه الأدوات تؤكد أن الفنان خالد النبوى على مدى حلقات العمل التى تمت مشاهدتها حتى الآن استطاع بسرعة كبيرة أن يوجد هذه الحالة الإيجابية ويربط المشاهد بالعمل خاصة الشباب الذين كانوا فى احتياج لهذه النوعية من الدراما.
وما يميز العمل أيضا الصورة البصرية المبهرة من كادرات وزوايا ولقطات التصوير، والديكوربالإضافة إلى الإخراج الواعى المتقن، وحسن اختيار فريق العمل .
ناهيك عن براعة السيناريو بكلماته وعباراته التى بها دقة فى اختيار كل لفظ وكل معنى والرابط الأقوى بين كلماته هو نشر ثقافة التسامح والمحبة والسلام خاصة بكلمات الإمام الشافعى فى مشاهد المسلسل فنجد فى كل حلقة رسالة وكل رسالة لها معنى وحكمة ففى إحدى رسائله يا صديقى ... تجمعنا مئات المسائل ...فلا تفرقنا مسألة، لا تحاول الانتصار فى كل الاختلافات ..فأحيانا كسب القلوب أولى من كسب المواقف..لا تهدم الجسور التى بنيتها وعبرتها...فربما تحتاجها للعودة يوما ما.اكره الخطأ...لكن لا تكره المخطئ.. انتقد القول ... لكن احترم القائل...اكره بكل قلبك المعصية ....لكن سامح وارحم العاصي...فمهمتنا هى القضاء على المرض...لا على المرضى ...لا تحاول أن تكون مثاليا فى كل شيء.. لكن إذا جاءك المهموم ...أنصت...وإذا جاءك المعتذر ..اصفح.. وإذا قصدك المحتاج انفع، وحتى لو حصدت شوكا يوما ما... كن للورد زراعا.
رسائل الإمام سيناريو وحوار ورشة كتابة تحت إشراف المؤلف محمد هشام عبيه، وإخراج المخرج السورى ليث حجو.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية