لا يقتصر الصراع بين إيران وإسرائيل على المواجهات العسكرية والدبلوماسية، بل يمتد إلى حرب استخباراتية، يسعى فيها كل طرف إلى اختراق الطرف الآخر.. وقد نجح الموساد فى اختراق العمق الإيرانى وتجنيد «شبكة واسعة» من الجواسيس العاملين داخلها. ويرجع ذلك لتنوع المجتمع الإيرانى، حيث يشكل الأكراد والأذربيجانيون والتركمان والبلوش 60% من السكان، وهذه المجموعات ترغب فى التغيير والانفصال لأنها غير راضية عن النظام.

وتتنوع أساليب تجنيد الموساد، أبرزها مالية (الفقر)، واجتماعية (التهميش)، وأيديولوجية (عدم الرضا عن النظام). أو استخدام العلاقات الجنسية للإيقاع بالمستهدفين لابتزازهم وتجنيدهم، فيما يُعرف بـ«فخ العسل». أو التجنيد عبر وسائل التواصل الاجتماعى. لاغتيال علماء وقادة عسكريين وتخريب المنشآت، تتطلب هذه العملية جمع معلومات استخباراتية دقيقة. وقد استطاعت إسرائيل تجنيد قادة عسكريين، منهم رضا أكبرى، نائب وزير الدفاع، الذى أُعدم عام 2023 بتهمة التجسس لصالح الموساد.

من ناحية أخرى، تسعى إيران إلى تجنيد عملاء داخل إسرائيل، معظمهم من اليهود من أصل إيرانى، أو رجال أعمال وعمال فى دول أخرى تربطها علاقات بإسرائيل. وتمتلك إيران قدرات سيبرانية هائلة، تُمكّنها من الاضرار بالبنية التحتية الإسرائيلية وجمع المعلومات الاستخبارية عن بُعد من خلال اختراق الحسابات الشخصية للمسئولين. لقد أصبحت إيران ساحة رئيسية للتغلغل الإسرائيلى عبر بوابة الأقليات، و«فخاخ العسل»، والتكنولوجيا. خاصة بعد الإعلان عن محاولة اغتيال قادة مجلس الأمن القومى الإيرانى، بمن فيهم الرئيس مسعود بزشكيان نفسه، خلال اجتماعهم الشهر الماضى. وهو ما يظهر مدى دقة معلومات عملاء الموساد؟.