تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
قصب الصعيد ومصنع أبو قرقاص
يستخرج السكر على نطاق زراعى وتجارى فى جميع مناطق العالم من القصب والبنجر، والفروقات قليلة بين سكر النوعين حيث يكون سكر القصب أكثر حلاوة لنفس الكمية وسكر البنجر أكثر حجما لنفس الوزن. من الفروق المهمة أن القصب لم يطله تغيرات هندسية لتطوير إنتاجيته فى حين أن الهندسة الجينية طالت بنجر السكر وأصبح 90% من بذوره عالميا مهندسة وراثيا ولكن دون أضرار على المستهلكين. وتتراوح نسبة السكر فى القصب مابين 10 و15٪ بينما تتراوح بين ٪15و12 فى البنجر وتزيد فى القصب كلما تم الاهتمام بالتسميد بالبوتاسيوم المسئول عن زيادة نسبة الحلاوة. ويجود بنجر السكر فى المناطق الباردة كما فى أوروبا وكندا والولايات الشمالية فى الولايات المتحدة وروسيا والصين بينما يعتبر القصب محصولا للمناطق الاستوائية والحارة ويجود فى إفريقيا وأمريكا الجنوبية وجنوب آسيا والولايات الجنوبية فى الولايات المتحدة.
وقصب السكر يزرع فقط فى محافظات وسط وجنوب الصعيد بدءا من المنيا وحتى أسوان بينما يجود البنجر فى محافظات الدلتا الباردة شتاء وصولا إلى الفيوم والمنيا ثم يقل المحصول بالاتجاه جنوبا حيث الشتاء القصير والمناخ الأكثر حرارة. ومن المهم إيضاح أهمية زراعة قصب السكر فى محافظات الصعيد بما فيها محافظة المنيا والتى تضم مصنع أبوقرقاص والتى أثيرت مشكلة توقفه عن إنتاج السكر من القصب والاكتفاء لأول مرة بإنتاجه من البنجر منذ 150 عاما. أولا: لايزيد استهلاك فدان القصب فى المنيا من المياه على ١٠ آلاف متر مكعب فى السنة بينما يزيد فى محافظات سوهاج وقنا والاقصر واسوان على ١٢ الف متر مكعب فى السنة اى ان زراعته فى المنيا يوفر الفى متر مكعب مياه عن كل فدان عن باقى محافظات الصعيد. ثانيا:ان بنجر السكر هو محصول المناطق الباردة ولايجود فى مصر الا فى محافظات الدلتا لأن اوراق نباتات بنجر السكر عريضة وتشبه اذن الفيل وبالتالى (تنتح) اى تفقد كميات مياه كبيرة من المياه بالبخر مع كل ارتفاع فى درجات الحرارة وان زراعته فى الصعيد سوف تستهلك مياها تعادل القصب ولكن سيقل المحصول كثيرا عن القصب. ثالثا:ان بنجر السكر لا يوفر مياها كثيرة وكل الفارق اقل من ٥٠٠ متر مكعب مياه لكل طن ينتج من السكر ولكن كل فدان قصب ينتج ضعفين ونصف ماينتجه فدان البنجر من السكر وبالتالى كل فدان قصب نفقده سنزرع بدلا منه ثلاثة افدنة من البنجر ونحن دولة محدودة الأراضى الخصبة اللازمة لزراعة القصب خاصة فى صعيد مصر. رابعا: ان هناك خبرات تراكمية كبيرة لأهالى الصعيد ينبغى ألا نفقدها وتتناسب مع نمط معيشتهم ومناخهم شديد الحرارة كما وان قصب السكر يفتح بيوتا اكثر من البنجر حيث ينتج نحو ١٧ سلعة اخرى غير القصب منها الكحول الابيض, الايثانول, الذى نصدره ونبيعه للمستشفيات ومصانع الأدوية والعطور وماشابه، والخل والاسيتون والمولاس والعسل الاسود والسكر البنى وسكر وسائل الجلوكوز لمصانع الحلويات وسكر الفركتوز لمرضى السكر وكوز السكر ومزيلات العرق وحتى مصاصة القصب تستخدم فى انتاج الخشب الحبيبى والورق والمقشات كما وان الطينة البُنية الناتجة عن صناعة السكر من القصب تعد مخصبا قويا للأراضى الزراعية ويقبل عليه المزارعون ويشترونه بسعر مرتفع. خامسا: ان مصر تستورد 20% بكميات تصل إلى 800 ألف طن من احتياجاتها من السكر وان عدم انتاج السكر من القصب سوف يضاعف الكمية ويكون حملا على الدولار وعلى الخزانة العامة للدولة بينما انتاجه محليا يوفر ملايين الدولارات فى استيراد السكر ويوفر فرص عمل كبيرة لأهالى الصعيد يحتاجونها. سادسا: أن كل بذور بنجر السكر مستوردة من الخارج بالعملات الأجنبية بينما عقل وشتلات القصب محلية الإنتاج. وأخيرا إن ربح زراعة القصب ليس من إنتاج السكر فقط ولكن العائد من السلع الأخرى كبير وجعلت مصر عاشر أكبر مصدر للإيثانول فى العالم وحققنا الاكتفاء الذاتى فى الخل والأسيتون والجلوكوز والعسل وغيرها.
أما عن مصنع أبو قرقاص وماصرح به رئيس الشركة بأن الديون تراكمت على المصنع وأصبحت بالمليارات بسبب أن إنتاج الكيلوجرام من السكر يكلف المصنع 15 جنيها فى حين تشتريه وزارة التموين بسعر 12.5 جنيه فقط،، وهو ماسبق أن رفضه تجار الأرز بتوريده إلى الوزارة بسعر منخفض يتناسب مع سعره على البطاقات وما تبعه بإلغائه من البطاقات وبذلك تكون الوزارة وكأنها تتسبب فى خسائر لمصانعها، وإن الأمر يستلزم توريد سكر القصب بسعر عادل للوزارة لا يقل عن 25 جنيها للكيلوجرام وتبيعه الوزارة فى المجمعات بسعر 27 جنيها وبذلك يربح الجميع لأن الخزانة العامة للدولة هى التى تتحمل الدعم ولا نحمل المصنع خسائر لا ذنب له فيها ثم تكون النتيجة تصفيته. هذا الأمر سيؤدى أيضا إلى شراء الدولة لمحصول القصب بالسعر العادل للسوق بما يظهر الدولة بشكل جيد أمام المزارعين بأنها تحترم الحقوق وبما يعمل على عدم تسرب هذه السلعة الاستراتيجية إلى أسواق تنتج منها سلعا كمالية أو أقل أهمية وليست إستراتيجية طبقا لفقه الأولويات. زراعة القصب فى المنيا توفر مياها كثيرة عن زراعته بالصعيد وكان من الأفضل تركيز زراعته بها لظروف الشح المائى، كما أنه محصول اقتصادى مهم لمصر ويتناسب مع مناخ الصعيد وحرارته والتى لاتجود بها الكثير من الزراعات الأخرى بالإضافة إلى أهميته كسلعة أساسية متوارثة.
> كلية الزراعة جامعة القاهرة
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية