تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

جبريل والمقاومة وشخصية مصر

قبيل رحيله أرسل إليَّ الكاتب الكبير محمد جبريل رسالة وداع، على تطبيق «واتس آب»، يدعونى لتأمل روحانيته، فيها سرد لأشياء فكر فى حدوثها فحدثت كما توقع تماما. فكتبت له: «ما يستحق التأمل هو توقع موت الأخ هذا اليوم (ومات فعلا)، ومعرفة الحمل (وكان قد رأى فتاة فقال إنها حامل ولم تكن تبدو عليها علامات حمل، وصدق قوله)، وأما صيحة عمر ياسارية الجبل، ومواقف أبى العباس والمديونى فعطاءات أقطاب». مرة سألته: المقاومة ملمح واضح فى أعمالك؟ قال: هى جماع مشروعى الأدبي، وخلاصة كتاباتي..المقاومة من خلال الإبداع ..مقاومة كل قاهر أوظالم أوغاز.. مقاومة كل سلبي، لكن بالعمل الفنى لا بالجهارة، المقاومة ليست فقط أن تحمل السلاح.. إن لم تقاوم فلا معنى لوجودك، نحن نقاوم الموت بالدواء، لابد من المقاومة لنبقى أحياء، إنها معيار القيمة. قلت: التصوف بارز فى عالمك؟ قال: أحب الصوفية، الحقيقية..العازفة عن السفاهات، لا صوفية الدجل. العلاقة مع الله حالة خاصة بينك وبينه. وعن مشروعه الأدبى قال مستطردا: «سألت نجيب محفوظ: هل لك فلسفة حياة؟ فقال ماذا تعني؟ قلت: مشروع أدبي؟ قال: والله ما أعرف يا محمد، قلت: لكنى قرأتك جيدا وهضمتك، لك مشروع يقوم على الدين والعلم والعدالة الاجتماعية. فابتسم وقال: يبقى كويس». وقال جبريل: أعرف شخصيات محفوظ أكثر من شخصياتي،أحيانا أسال زينت (يقصد قرينته د.زينب العسال) عن إحدى شخصياتي. سألته: أهى محبة؟ فقال: «جدا،أنا أحبه جدا وأجِله»، وقال بثقة: «هو فى حياتنا طه حسين، وجمال حمدان، والعقاد والحكيم…الشخصيات الاستثناء،«رمانة البلي» التى حافظت على هذا المجتمع، المجتمع مستمر بـ«شخصية مصر» و«الثلاثية» و«التنكيت والتبكيت» وعودة الروح وصوت رفعت وأغانى درويش». وأنا أضيف: ورباعية بحرى لمحمد جبريل.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية