تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
رؤية مغايرة لأحداث 7 أكتوبر
فى 25 يونيو من عام 2019 أعلن الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب وصهره جاريد كوشنر ما أُطلق عليه "صفقة القرن" وموجزها خرائط تدمج غزة فى أجزاء من سيناء بدعوى إقامة منطقة اقتصادية فى مواجهة حماس التى استولت على الحكم فى غزة بالقوة فى عام 2007، وأعلنت أنها بديل السلطة الفلسطينية القائمة فى الضفة الغربية والتى أصبحت كذلك بفضل اتفاق أوسلو فى عام 1993 ، والذى ينص على اعتراف بالسلطة الفلسطينية فى مقابل الاعتراف بوجود إسرائيل، وهو اعتراف ظل مرفوضاً منذ قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 181 فى نوفمبر من عام 1947 بتقسيم فلسطين إلى دولتين: دولة يهودية ودولة عربية وقد جاء هذا الرفض من فلسطين دون إسرائيل التى وافقت عليه وأسست الدولة اليهودية.
وفى 10 ديسمبر من عام 1987 تأسست حركة حماس التى هى اختصار لـ "حركة المقاومة الإسلامية" وأعلنت أنها ممثلة للاخوان المسلمين فى غزة وكان مؤسسها الشيخ أحمد ياسين ومعه عبدالعزيز الرنتيسى ومحمود الزهار. وقد فازت الحركة فى الانتخابات التى انعقدت فى عام 2006 وفى عام 2007 استولت على الحكم بالقوة العسكرية وغايتها تدمير إسرائيل. إلا أن تحقيق هذه الغاية لم يكن بالأمر الميسور.فثمة معاهدة سلام بين مصر وإسرائيل فى عام 1979 وثمة معاهدة سلام بين الأردن وإسرائيل فى عام 1994 ثم أضيف إليهما ما عرف باسم الاتفاقات الابراهيمية التى شملت الإمارات والبحرين والمغرب.
وعلى الضد من ذلك تشكل «محور المقاومة» وتشتمل عضويته على حركة حماس وحزب الله والجهاد الاسلامى والحوثيين ونظام الأسد فى سوريا والحرس الثورى فى إيران. وكلها تنويعات من الأصل وهو (الإخوان المسلمين) التى تشكل محور المقاومة الذى جاء متسقاً مع اللاءات الشهيرة بمؤتمر الخرطوم فى عام 1967 لا سلام مع إسرائيل- لا اعتراف بإسرائيل- لا مفاوضات مع إسرائيل.
وإذا كان ذلك كذلك فمعنى ذلك أن النتيجة اللازمة من أحداث 7 أكتوبر اعلان مشروعية وجود الاخوان المسلمين على مستوى كوكب الأرض.
وفى هذا السياق، سياق فكر الاخوان المسلمين، اتفق كل من يحيى السنوار زعيم حركة حماس فى قطاع غزة ومحمد الضيف القائد العام لكتائب القسام على التخطيط لما سٌمى طوفان الأقصى الذى نُفذ فى 7 أكتوبر. وقد تم الاتفاق سراً بأسلوب محكم لا يقوى على ممارسته إلا الاخوان المسلمين أن يكون 7 أكتوبر هو يوم الخديعة.
والسؤال اذن: كيف تمت هذه الخديعة ؟ بايهام إسرائيل لمدة عامين بأن حماس تريد أن تعيش فى سلام مع إسرائيل وذلك بأن تتنازل عن امتلاك الأسلحة الفتاكة، وعندئذ انخدعت إسرائيل وتوهمت أنها كسرت محور المقاومة ومن ثم خفضت عدد أبراج المراقبة.
ومع هذا الوهم كانت حماس تبنى شبكة أنفاق ضخمة داخل قطاع غزة يبلغ عددها 1300 نفق وبعمق يصل إلى 70 مترا تحت الأرض ويبلغ طولها 500 كم. إلا أن الأهم من ذلك هو أن يكون اليوم التالى لــــ 7 أكتوبر الفرار إلى سيناء ثم دعوة القوات المسلحة المصرية إلى الدفاع عن هؤلاء الفارين فتستجيب ومن ثم تدخل فى صدام عسكرى مع إسرائيل، وبالتالى يتم إلغاء المعاهدة المصرية الإسرائيلية وتدخل منطقة الشرق الأوسط فى صراع اقليمى لا يعرف أحد مداه. وما أتصوره هنا يتسق مع ما جاء فى مقدمة مقال نشرته فى جريدة المصرى اليوم فى عام 2012، أى منذ ما يزيد على عشر سنوات وجاء على النحو الآتى: الأحداث الإرهابية فى سيناء متواصلة دون توقف ومن بينها ما حدث فى مساء الأحد 29/8/2012 عندما استشهد 16 ضابطاً وجندياً وأصيب آخرون على الحدود مع إسرائيل فى هجوم شنه ارهابيون.
وقد تم هذا الإرهاب فى سبيل الله وبعد ذلك تصبح سيناء إمارة إسلامية وتكون امتداداً لإمارة غزة الإسلامية. المفارقة هنا أن أحداث عام 2012 مُنع تكرارها فى أحداث 7 أكتوبر وذلك بفضل الوعى الحاد للرئيس عبدالفتاح السيسى عندما أعلن بأسلوب واضح وحاسم: لا تهجير للفلسطينيين إلى سيناء. وهذا خط أحمر لأنه يخص الأمن المصرى.
والسؤال بعد ذلك: ماذا كانت النتيجة؟ حرب شرسة شنتها إسرائيل على قطاع غزة وكانت الغاية منه تدمير حماس أو بالأدق إزالتها من الوجود، وعندئذ ارتأت حماس الهجرة إلى لبنان فى سياق تأسيس طلائع طوفان الأقصى تكون غايتها تعبئة الفلسطينيين ثقافياً. وهذه خديعة أخرى مماثلة لخديعة ما قبل أحداث 7 أكتوبر. ولا أدل على ذلك من القلق الذى أصاب اللبنانيين بسبب تصورهم أن ثمة نية لدى حماس من توسيع نفوذها فى المخيمات ومن إنشاء دويلة داخل الدولة اللبنانية. ومن هنا جاء الرفض التام من قبل القيادات اللبنانية. ولم يجرؤ حزب الله على إعلان رفضه هذا الرفض. أما ايران فقد آثرت تأييد حماس دون الدخول معها فى حربها ضد إسرائيل.
ومن ثم انحصرت أحداث 7 أكتوبر بين حماس وإسرائيل دون دخول طرف ثالث. إلا أن الطرف الثالث قد برر عدم وجوده بانشغاله فيما أُطلق عليه مصطلح اليوم التالى وهو يعنى فى رأيه أنه لن يأتى إلا مع تصفية وجود حماس.
والسؤال اذن: هل يأتى؟
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية