تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
دفاعا عن فيلم “أم كلثوم” ورؤية خالد جلال
في خضم الجدل الذي يثور كلما أعلن عن عمل فني يتناول سيرة رمز من رموزنا الكبرى يتكرر السؤال ... من يحاول أن يشكك في نجومية نجوم مصر؟ سؤال طرحه المخرج خالد جلال ليس من باب الانفعال بل من باب الوعي بأن معركة الذاكرة الثقافية في العالم كله أصبحت معركة إثبات وجود وأن الفن بكل أشكاله هو سلاحها الأهم.
أم كلثوم ليست مجرد مطربة بل ذاكرة عربية خالدة حاضرة في الوجدان كما تحضر الشخصيات المؤسسة في كل ثقافة. فالعالم كله يصنع أعمالا عن رموزه مرارا وتكرارا ليس لأن التاريخ ينفد بل لأن الأجيال تتجدد. في الولايات المتحدة صنعت عشرات الأعمال عن أبراهام لينكولن مثل Lincoln لستيفن سبيلبرغ (2012) رغم وجود أعمال سابقة عديدة. وفي بريطانيا عرضت أعمال متكررة عن الملكة إليزابيث الأولى وتشرشل من The Crown إلى Darkest Hour. أما عن إلفيس بريسلي فقد قدم باز لورمان فيلما ضخما عنه عام 2022 رغم وجود سلسلة طويلة من الأفلام الوثائقية والدرامية عنه سابقا.
لم يسأل أحد لماذا نكرر لأن الشعوب التي تعرف قيمة رموزها لا تشعر بالخجل من إعادة سرد قصصهم بل تعتبرها واجبا حضاريا. فكيف إذا كانت الشخصية هي أم كلثوم التي يعرفها العرب والأجانب ويدرس صوتها في معاهد الموسيقى العالمية. منى زكي ممثلة تستطيع حمل إرث ثقيل. استغراب البعض من إسناد دور أم كلثوم إليها إذا أمر غريب بحد ذاته. فتاريخ السينما العالمية مليء بفنانين لعبوا أدوار رموز لا يشبهونهم شكليا لكنهم تقمصوا روحهم.
في فيلم Bohemian Rhapsody مثلا لم يكن رامي مالك نسخة من فريدي ميركوري لكنه تماهى معه حتى حصد الأوسكار. ميريل ستريب لم تكن تشبه مارجريت تاتشر لكنها صنعت واحدة من أعظم الأدوار في فيلم The Iron Lady وخواكين فينكس لم يشبه جوني كاش عندما قدم Walk the Line ومع ذلك صار الفيلم مرجعا. فالفن ليس مسابقة شبه بل مسابقة صدق وقدرة على الإمساك بالروح وهذه موهبة أثبتت منى زكي امتلاكها عبر عشرات الأدوار.
وكما كتب خالد جلال لم يكن أحمد زكي يشبه عبد الحليم حافظ أو جمال عبد الناصر. ومع ذلك وبإجماع النقاد والجمهور أصبح هو الممثل الأقدر على تجسيد رموز مصر لأنه امتلك القدرة على تفكيك الشخصية وإعادة بنائها فنيا. ما فعله أحمد زكي هو المدرسة المصرية الأصيلة في التمثيل ومن الطبيعي أن ينتمي إليها جيل منى زكي.
كيف نتوقع الرداءة من كتيبة بهذا الحجم عندما يجتمع في فيلم واحد مروان حامد وأحمد مراد وهشام نزيه وكريم عبد العزيز وأحمد حلمي وآسر ياسين وعمرو سعد وسيد رجب ومنى زكي ومحمد فراج وآخرون من أهم نجوم مصر المعاصرين فمن المنطقي أن نتوقع محاولة جادة لصنع عمل كبير حتى لو اختلفت الآراء حوله لاحقا. هؤلاء صناع يحملون رصيدا طويلا من النجاحات ومن الظلم أن يصبح الحكم المسبق سلاحا لإسقاط عمل لم يعرض بعد.
السينما ليست محكمة بل مختبر ذاكرة. فالفيلم أي فيلم عن رمز مصري ليس ملزما بأن يكون وثيقة تاريخية حرفية بل قراءة فنية. ولهذا نجد في العالم أعمالا متعددة عن الشخصية نفسها لكل منها زاوية مختلفة. ثلاثة أفلام كبرى عن ستيف جوبز خلال عشر سنوات فقط. أعمال كثيرة عن شارلي شابلن ومحمد علي كلاي وبيكاسو. سلسلة لا تنتهي عن شكسبير. لم يقلق أحد هناك من تكرار أو تشويه لأن ما يهم هو بقاء الشخصية حية في وعي الأجيال.
ختاما نحن بحاجة إلى مزيد من الأعمال عن أعلامنا. فالمعركة الكبرى اليوم هي معركة ذاكرة في عالم سريع متغير يحاول أن يجعل الشعوب تنسى تاريخها كي تفقد طريقها إلى المستقبل. لذا كما قال خالد جلال يجب أن نشجع كل محاولة لصناعة فيلم عن أم كلثوم وعن نجيب محفوظ وعن طه حسين وعن مجدي يعقوب… فكلها محاولات تحفظ للمصريين هويتهم وتضع الأجيال أمام رموز تستحق أن تروى قصصها ألف مرة.
أما الحكم على العمل نفسه فمكانه قاعة السينما لا صفحات التواصل الاجتماعي.
أم كلثوم ليست مجرد مطربة بل ذاكرة عربية خالدة حاضرة في الوجدان كما تحضر الشخصيات المؤسسة في كل ثقافة. فالعالم كله يصنع أعمالا عن رموزه مرارا وتكرارا ليس لأن التاريخ ينفد بل لأن الأجيال تتجدد. في الولايات المتحدة صنعت عشرات الأعمال عن أبراهام لينكولن مثل Lincoln لستيفن سبيلبرغ (2012) رغم وجود أعمال سابقة عديدة. وفي بريطانيا عرضت أعمال متكررة عن الملكة إليزابيث الأولى وتشرشل من The Crown إلى Darkest Hour. أما عن إلفيس بريسلي فقد قدم باز لورمان فيلما ضخما عنه عام 2022 رغم وجود سلسلة طويلة من الأفلام الوثائقية والدرامية عنه سابقا.
لم يسأل أحد لماذا نكرر لأن الشعوب التي تعرف قيمة رموزها لا تشعر بالخجل من إعادة سرد قصصهم بل تعتبرها واجبا حضاريا. فكيف إذا كانت الشخصية هي أم كلثوم التي يعرفها العرب والأجانب ويدرس صوتها في معاهد الموسيقى العالمية. منى زكي ممثلة تستطيع حمل إرث ثقيل. استغراب البعض من إسناد دور أم كلثوم إليها إذا أمر غريب بحد ذاته. فتاريخ السينما العالمية مليء بفنانين لعبوا أدوار رموز لا يشبهونهم شكليا لكنهم تقمصوا روحهم.
في فيلم Bohemian Rhapsody مثلا لم يكن رامي مالك نسخة من فريدي ميركوري لكنه تماهى معه حتى حصد الأوسكار. ميريل ستريب لم تكن تشبه مارجريت تاتشر لكنها صنعت واحدة من أعظم الأدوار في فيلم The Iron Lady وخواكين فينكس لم يشبه جوني كاش عندما قدم Walk the Line ومع ذلك صار الفيلم مرجعا. فالفن ليس مسابقة شبه بل مسابقة صدق وقدرة على الإمساك بالروح وهذه موهبة أثبتت منى زكي امتلاكها عبر عشرات الأدوار.
وكما كتب خالد جلال لم يكن أحمد زكي يشبه عبد الحليم حافظ أو جمال عبد الناصر. ومع ذلك وبإجماع النقاد والجمهور أصبح هو الممثل الأقدر على تجسيد رموز مصر لأنه امتلك القدرة على تفكيك الشخصية وإعادة بنائها فنيا. ما فعله أحمد زكي هو المدرسة المصرية الأصيلة في التمثيل ومن الطبيعي أن ينتمي إليها جيل منى زكي.
كيف نتوقع الرداءة من كتيبة بهذا الحجم عندما يجتمع في فيلم واحد مروان حامد وأحمد مراد وهشام نزيه وكريم عبد العزيز وأحمد حلمي وآسر ياسين وعمرو سعد وسيد رجب ومنى زكي ومحمد فراج وآخرون من أهم نجوم مصر المعاصرين فمن المنطقي أن نتوقع محاولة جادة لصنع عمل كبير حتى لو اختلفت الآراء حوله لاحقا. هؤلاء صناع يحملون رصيدا طويلا من النجاحات ومن الظلم أن يصبح الحكم المسبق سلاحا لإسقاط عمل لم يعرض بعد.
السينما ليست محكمة بل مختبر ذاكرة. فالفيلم أي فيلم عن رمز مصري ليس ملزما بأن يكون وثيقة تاريخية حرفية بل قراءة فنية. ولهذا نجد في العالم أعمالا متعددة عن الشخصية نفسها لكل منها زاوية مختلفة. ثلاثة أفلام كبرى عن ستيف جوبز خلال عشر سنوات فقط. أعمال كثيرة عن شارلي شابلن ومحمد علي كلاي وبيكاسو. سلسلة لا تنتهي عن شكسبير. لم يقلق أحد هناك من تكرار أو تشويه لأن ما يهم هو بقاء الشخصية حية في وعي الأجيال.
ختاما نحن بحاجة إلى مزيد من الأعمال عن أعلامنا. فالمعركة الكبرى اليوم هي معركة ذاكرة في عالم سريع متغير يحاول أن يجعل الشعوب تنسى تاريخها كي تفقد طريقها إلى المستقبل. لذا كما قال خالد جلال يجب أن نشجع كل محاولة لصناعة فيلم عن أم كلثوم وعن نجيب محفوظ وعن طه حسين وعن مجدي يعقوب… فكلها محاولات تحفظ للمصريين هويتهم وتضع الأجيال أمام رموز تستحق أن تروى قصصها ألف مرة.
أما الحكم على العمل نفسه فمكانه قاعة السينما لا صفحات التواصل الاجتماعي.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية