تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
نقل عواصم المحافظات إلى المدن الجديدة
كانت فكرة بناء العاصمة الإدارية ونقل الوزارات إليها قراراً حكيماً للقيادة السياسية، فرضته الواقع بعدم تحمل القاهرة لهذا التكدس. وكذلك الرؤية المستقبلية للانتقال بالجمهورية الجديدة إلى المكانة التي تستحقها عالمياً.
وبالفعل فكل من زار العاصمة الإدارية من المصريين شعر بالفخر والاعتزاز بوطنه مصر. وكذلك الأمر فهي محل إشادة من جميع الأشقاء العرب ومحبي مصر الذين زاروها أو شاهدوها في الإعلام.
ولكن ماذا عن عواصم المحافظات حيث المدن القديمة في ربوع مصر؟
للأسف هذه المدن قد هرمت، وبات الإصلاح والترقيع في مرافقها مثل الإصلاح في سيارة قديمة، فمهما فعلت ومهما أرهقت نفسك في شراء أي قطع غيار، فلن تواكب السيارات الحديثة، وستظل تبتلع ما في جيبك إلى ما لا نهاية.
ولماذا الجمود والنظرة الأحادية نحو تلك المدن القديمة، وقد مَنَّ الله علينا في كل محافظة بمدينة واحدة على الأقل من المدن الجديدة التابعة لهيئة المجتمعات العمرانية بداية من الجيل الأول وحتى الجيل الرابع. تلك المدن التي صارت متنفساً وملاذاً لسكان كل محافظة من راغبي السكن الحديث بكافة شرائحه، ومن راغبي فرص العمل بالمصانع والمنشآت التجارية الكبرى.
وهي ظهير صحراوي فعال لمحافظات مصر، ومربوطة بشبكة طرق عالمية، جعلت أي مكان قريب. كما أن هذه المدن تتمتع بإمكانية التمدد والاتساع واستقبال المزيد من السكان.
لذا فقد آن الأوان لاتخاذ قرار جريء بنقل عواصم المحافظات مثل ديوان المحافظة، والمديريات المختلفة إلى هذه المدن الجديدة. تلك المدن التي لا تعاني من أزمات في المواقف، أو أزمات مرورية، وبها أجهزة مدن تعمل بالشوكة والسكينة، بعيداً عن إرث المحليات الثقيل.
الانتقال إلى المدن الجديدة لن يكلف الدولة مليماً واحداً. بل يمكن إدارة الأصول التي ستتركها المحافظات في عواصم المدن وطرحها للمستثمرين كفنادق، أو أماكن ترفيهية في تلك المدن التاريخية القديمة، لتصبح مزاراتٍ سياحية، بعد إزاحة الضغط والتكدس عنها ونقله للمدن الجديدة.
فعلى سبيل المثال: يمكن نقل مقر محافظة الجيزة إلى إحدى المدن الجديدة بالشيخ زايد أو 6 أكتوبر أو أكتوبر الجديدة. ونقل القليوبية إلى مدينة العبور، ونقل المنوفية إلى مدينة السادات، حيث الظهير الصحراوي الأكبر وشريان المنوفية على طريق القاهرة الإسكندرية الصحراوي.
وكذلك الحال بالنسبة لمدن برج العرب ومدينة النوبارية الجديدة بالبحيرة والعاشر من رمضان والمنصورة الجديدة ودمياط الجديدة وبني سويف الجديدة، والمنيا الجديدة، وأسيوط الجديدة وسوهاج الجديدة وقنا الجديدة ومدينة طيبة الجديدة بالأقصر وأسوان الجديدة. وكل هذه المدن لم يتم استغلالها الاستغلال الأمثل حتى الآن.
من شأن هذا الإجراء تحقيق تناسق وانسجام مع العاصمة الإدارية الجديدة، وأن يصبح جسد الجمهورية الجديدة كله حديثاً وليس الرأس فقط. وحتى يلمس المواطن الجمهورية الجديدة في كل مكان في القطر المصري.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية