تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > د. محمد خضر الشريف > الكتاب الورقي بين الهامبرجر والشاورما

الكتاب الورقي بين الهامبرجر والشاورما

الكتاب الورقي بين الهامبرجر والشاورما

صدمت صدمة كبرى وأنا أطالع تلك الإحصائية التي تقول: في معرض كتاب دولي باحدى البلدان العربية، تم فيه بيع عدد2500 هامبرجر، و2000 ساندوتش شاورما، و1500 كيس شيبسي، و1600 زجاجة مياه غازية، وكانت حصيلة بيع الكتب وسط هذا العدد الكبير هي بيع 16 كتابا فقط!
وهي إحصائية أربكتني كثيرا ولا أخفيكم أنها أصابتني بنوع من الارتكاريا المفاجئة وأصابتني بدوخة عقل؛جعلتني أصرخ مستشهدا بالمثل الشعبي:" ضاعت فلوسك ياصابر" !!
هذا جعلني أعود لقضية الكتاب الورقي والالكتروني، وهل سحب الأخير (الالكتروني) البساط من الكتاب العريق العتيق(الورقي) ؟ وهل أصبح الكتاب الورقي مثل "خيل الحكومة" الذي كبر وهرم؛ فنطلق عليه رصاصة الرحمة؟!

في رد سابق على أحد الزملاء الأصدقاء أوضحت ما للكتاب الالكتروني من إثبات لذاته، أمام الكتاب الورقي التقليدي، وحضور ربما يصل إلى مرحلة الطغيان..
والشواهد الواقعية كثيرة على ذلك، ولعل أحدثها "إحصائية الهامبرجر والشاورما "، التي صدرت بها هذا المقال. 

ولا أدل على هذا الطغيان للاكتروني مقابل الانحسار للورقي من أن أمهات الكتب القديمة الورقية دخلت في حظيرة الكتاب الالكتروني، واكتظت المواقع على شبكة الانترنت بآلاف الآلاف من الكتب الرصينة المتنوعة والمتعددة، في كل ألوان العلوم والفنون المحلية والاقليمية والدولية، بما فيها القصص والروايات والدواوين الشعرية.
أقول هذا بالرغم من أنني تربيت على يدي الكتاب الورقي، منذ نعومة أظفاري، وتضم مكتبة بيتي أكثر من ألفين وبضع مئات من الكتب الورقية قديمها وحديثها في كل ألوان العلوم والآداب والفنون والثقافات المتعددة..
وقد كنت شغوفا باقتناء الكتب منذ عقود مضت، وكثير من الكتب جمعتها من سلاسل كانت تباع مع الجرائد كنت أشتريها من مصروفي الخاص حتى إذا اكتملت السلسة في كتاب قمت  بتجليدها، ويطبع المجلد اسمي عليها، كمالك بالطبع وليس مؤلفا.
ومن هنا فأنا نصير للكتاب الورقي قلبا وقالبا، ولا أحد يزايدني على هذا الوفاء لعشرة مايزيد عن نصف قرن  من الزمان مصاحبة ومدارسة وقراءة ثم بعد ذلك تأليفا.
عندما شرعت في طباعة أول كتاب لي وكان ديوان شعري (تاج العلا) اتفقت جهة أدبية راقية وشهيرة على طباعته والالتزام بذلك دونما كلفة عليَ،  ولي 200نسخة منه فقط كهدية أوزعها على الأصدقاء والزملاء.. وسعيت في صف الديوان بشكل منسق جدا وصور واضحة جدا لتقديمه لوزارة الإعلام السعودية، لأخذ رقم الفسح، وقد كان، وبعدها تقدمت لأخذ رقم (ردمك) من مكتبة الملك فهد الوطنية بجدة، وقدمت الديوان بنسخه الثلاثة مصفوفا، وتم الأمر على خير، وانتظرت الجهة الأدبية المرموقة أسبوعا فآخر.

  •  

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية