تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > د. ماريان جرجس > إلى الناجحين في الثانوية العامة

إلى الناجحين في الثانوية العامة

أزمة تربك كل أسرة مصرية، فهي ليست سنة تعليمية فحسب، بل يرى الجميع أنها سنة المصير! ، ويهدف الأغلبية إلي الحصول على مجموع عالٍ للالتحاق بكليات القمة، تتصدر أخبار النتيجة كل الصحف وتعتلى كل المواقع الالكترونية، ويظل حُلم كليات القمة يراود الطلاب وأسرهم.

لا أعلم متي تكونت هذه الفكرة في العقلية المصرية، التي اختزلت النجاح في الالتحاق بكليات القمة، ربما بعد ثورة يوليو ؟ ربما لعبت الدراما دورًا ؟ ربما عندما أهملنا التعليم الفني ؟ 

ولكن لم يعد الأمر هكذا، وحان الوقت لتغيير تلك المفاهيم التي تتسبب في أذي نفسي لطلاب الثانوية العامة، وتتسبب فى ضغط شديد وتثقل كاهل الأسرة المصرية، حان الوقت ليدرك المجتمع أن كل شأ من حولهم تغير ، فسياسات التعليم لا تغرد منفردة ولا تبقى علي حال واحد ، فسياسات التعليم في أي دولة ناجحة مرتبطة ارتباط وثيق بسياسات سوق العمل .


ومن ثمّ ، علينا أن نري ما يحدث في المجتمع المصري ، وما التغير الذي يحدث لهذا المجتمع ورغبة القيادة السياسية في التحول من مجتمع استهلاكي إلى مجتمع إنتاجي، رغبة الدولة في توطين مختلف الصناعات وزيادة الرقعة الزراعية ، والتوسع في التحول الرقمي والبنية المعلوماتية والإنتاج التكنولوجي ، فيُترجم ذلك إلي  الرغبة في زيادة عدد الخرجين من كليات الهندسة والزراعة وتكنولوجيا المعلومات .

هكذا توطين الصناعات وخاصة الصناعات الدوائية لتحقيق الاكتفاء الذاتي يعنى رغبة زيادة عدد الخرجين من كليات العلوم والكليات البحثية التي تستطيع إفراز كوادر ناجحة في مجالات البحث العلمي، فالدولة التي تستطيع أن تكون رائدة في البحث العلمي ولديها آلية وميزانية للبحث العلمي ، تساوى إنتاج فكرى ، تساوى إنتاج أدوية وسلع وقطع غيار وغيرها من الأشياء التي لا نصنعها بل نستوردها.


إن التعليم وسوق العمل ما هما إلا مرآة لبعضهما البعض، فكيف يكون هناك مشاريع للتنقيب عن الغاز الطبيعي وتسيل الغاز وإنتاج طاقة متجددة وطاقة شمسية و إنتاج الكهرباء بالطاقة النووية ولا يوجد الكوادر التي تستطيع إدارة كل تل المشاريع ؟


ربما على طلاب الثانوية العامة قبل بدء الدروس والسنة الدراسية الجديدة، أن يتم توعيتهم بالمشاريع الجديدة التي تُقام على الأراضي المصرية ومحاولة توسيع مداركهم، أن الدولة باتت تحتاج إلى كثير من المهن والكوادر غير الطبيب والمهندس والصيدلي.


ولا سيما على الصعيد العالمي، فكلنا نتابع عن كثب التحديات الاقتصادية والمخاطر المُناخية وتهديد الأمن المائي والغذائي، وبالطبع سنحتاج في المستقبل القريب خريجي الجامعات المتميزين في تلك المجالات من اقتصاد واستثمار ومخاطر مُناخية وجيولوجية وحتى سياسية. 

أن الأمة الناجحة هي التي يخدم  البراعم الصغيرة فيها  رؤية الدولة الوطنية ومستهدفاتها.

 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية