تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصفحة الرئيسية > الكتاب > د. ماريان جرجس > "الحوار الوطني " كمان وكمان

"الحوار الوطني " كمان وكمان

تنطلق جولة جديدة من جولات الحوار الوطني وتبدأ الجلسات في المحور السياسي ، تناقش قانون الأحزاب والدمج والحوكمة الإدارية والمالية ولعل المحور السياسي يتميز عن المحور المجتمعي والمحور الاقتصادي لأنه يناقش التنمية السياسية والنضوج السياسي .

وعلى الرغم من حداثة ذلك المصطلح ألا وهو "التنمية السياسية " ولكن هو مصطلح سياسي غاية في الأهمية والتعقيد استُحدث مع مواجهة الأزمات والتحديات السياسية ويهدف إلى خلق بيئة مواتية للديمقراطية والى بيئة صحية للمشاركة السياسية ، ولابد أن نعي أن فهم مبادئ السياسة لابد ألا يقتصر على من يعملون بها أو على صانعي القرار فقط ، وأن كل مواطن لابد أن يحظى بقدر من الوعي السياسي .

 يناقش المحور السياسي لإدارة الحوار الوطني الحياة الحزبية والتعددية وأسس الدمج بين الأحزاب ،  فلا يمكن أن يحظى المواطن بوعي كافٍ من المبادئ السياسية دون حياة حزبية حقيقية ليست كارتونية وليست متعددة تؤدى إلى تشتت وليست مبعثرة.

وهو ما تسعى إليه الدولة المصرية في رؤيتها الشاملة في معركة الوعي ، أن يكون لدى الجميع قسطًا من الوعي الوطني ، حتي وان كان مجرد قشرة بسيطة من الوعي السياسي بالهياكل العظمى للدولة المصرية، فهو يكفي لأن يكون للمواطن درعًا ضد أي تغيّر قد يطرأ على المجتمع المصري ، فلا يكون أداة طيعة مُساقة في يد أطراف خارجية تستطيع أن تحركه مثل قطع الشطرنج ضد دولته في أي وقت أرادت خدمة لمخططات أكبر منه ، وهذا هو ما تحتاجه كل الشعوب العربية التي غاب عنها الوعي السياسي بل حُرمت منه لعدة قرون ؛ قرون الاستعمار والاحتلال الحقيقي والاستعمار الاقتصادي ،

فلنا أن نتخيل أن شعوب الوطن العربي حظت بذلك الوعي السياسي منذ 2010 ، بالطبع- لما قامت ثورات الربيع العربي - كما أطلق عليها الغرب ، فالتغير كان مطلوبا - لا شك - ولكن ليس بتلك الطريقة التي أراد بها الغرب قلب الشرق الأوسط رأسًا على عقب طبقا لخريطة سياسية جديدة يحددونها بل كان التغير سيكون عربيًا وطنيًا خالصًا مخلوقًا وليس مُخلقّا ! ، من أجل الإصلاح السياسي والاقتصادي دون تدخل أي أطراف غريبة.

ولذا أقترح على إدارة الحوار الوطني بعد أن تنهى جولاتها في المحور السياسي أن تتسع مظلتها لتشمل أطرافا عربية وكوادر سياسية عربية من شتى البلدان العربية وشتى القوي السياسية العربية وطرح أوراقهم السياسية على مائدة مصرية بتنسيق مصري على تُربة مصرية تستطيع خلق ذات الحالة التي استطاعت تعزيز التوافق بين القوي المصرية  المختلفة ، لتكون  بين القوي العربية أيضًا وأن يكون مقر لذلك الحوار الوطني العربي في القاهرة يفتح أبوابه لكل المشاكل العربية والفرقاء الأشقاء أن يجتمعوا بها لحل كل أزماتنا العربية فلا يحدث ربيعا عربيًا مرة أخري سوي بإرادة داخلية وليس خارجية .

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية