تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

فى مسألة البحث عن رئيس

البحث عن رئيس مسألة ليست سهلة، لكنها ضرورة وليست مستحيلة إذا التزمنا الموضوعية والصدق. مشكلة إضافية أصبحت تواجه عددا كبيرا من الدول بالإضافة الى ما تواجهه من مشكلات. لعل أكثر الدول معاناة منها هى الولايات المتحدة الأمريكية رغم ما بها من عقول وكفاءات جذبتهم من سائر انحاء العالم، حتى قيل عنها إنها سارقة العقول تواجه اليوم مشكلة البحث عن رئيس.

الصراع والخصام يحتدم بين الرئيس السابق والرئيس الحالى. يتنافسان وبصورة غير لائقة يتبادلان الاتهامات احدهما يحاكم بأكثر من تهمة، والآخر يحاكم مع ابنه . لا يقتصر الخصام عليهما انما يمتد ليشمل مواجهات بين انصار كل حزب وداخل الأحزاب.

ترامب يؤكد أنه سوف يعود وهو ما لا يرضى عنه الكثيرون حتى من حزبه الجمهورى، وبايدن يؤكد أنه سوف يستمر وهو ما لا يوافق عليه كثيرون حتى من الديمقراطيين.

صرحت لى قيادة أمريكية كبيرة بأن كليهما لا يصلح ولو كان احدهما قد أثبت نجاحه ما كانت لدى الشعب الأمريكى مشكلة البحث عن رئيس، ثم أضافت انتم فى مصر محظوظون لأن لديكم رئيسا أثبت نجاحه وحقق الكثير وليس لديكم مشكلة.

سوف يستمر الصراع والبحث عن رئيس امريكى لفترة. تقدم عدد من المرشحين لكن ليس من بينهم نجوم تبشر بإجماع ما على ترشيحهم.

هناك فى ساحة الانتخابات قول يتردد بأن اسبوعا واحدا فقط يكفى كى تتغير الأوضاع والعلاقات والاحتمالات، فما بالك بعام كامل على موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية سوف نراقب تصرفات وقرارات وخصومات وحيرة الشعب الأمريكى وظهور ديمقراطية من نوع جديد.

لا تقتصر مسألة البحث عن قادة فى واشنطن على منصب رئيس الدولة، بل تشمل ايضا البحث عن رئيس لمجلس النواب الذى ظل شاغرا يقوم ببعض مسئولياته شخص مؤقت ويؤجل كثيرا من القرارات المهمة لعدم وجود رئيس للمجلس.

يبدو ان انجلترا ايضا لديها مشكلة البحث عن القادة فى بحثها عن وزير للخارجية لم تجد من يصلح للمنصب فاضطرت الى الرجوع للماضى واستعادت رئيس وزراء سابقا لشغل هذا المنصب. وافق كاميرون على منصب وزير الخارجية بعد أن كان رئيس الوزراء إنقاذا للموقف.

فى فرنسا اجتاحت المظاهرات أكثر من مدينة تطالب بتغيير الرئيس ماكرون. باكستان تواجه المشكلة بشدة والقائم بأعمال الرئاسة صرح بأن هناك عددا من المرشحين للانتخابات أحدهم رئيس سابق والآخر ابن رئيس سابق، وكلاهما يوجه اليهما اتهامات بالفساد وأحدهما رفعت عليه القضايا. هناك آلاف الإثيوبيين يطالبون بإزاحة آبى أحمد، المظاهرات تجتاح تل ابيب تطالب بإزاحة نيتانياهو الذى كنا نتوقع محاكمته بعد انتهاء الحرب لكنه يحاكم الآن.

السلفادور تواجه مشكلات كثيرة جعلت مواطنيها يهاجرون منها، تنصب شكواهم الرئيسية على تصرفات وقرارات رئيسهم. العالم العربى يواجه نفس المشكلة سواء فى لبنان أو السودان أو ليبيا التى اصبح لها أكثر من رئيس دولة واحد. إفريقيا تعانى نفس المشكلة يوجد بها 8 دول تعيش فى إضراب وصراعات وهى ليس بالمصادفة الدول التى كانت تحت سيطرة فرنسا منها النيجر ومالاوى، حتى داخل الدولتين المتصارعتين أوكرانيا وروسيا هناك من يؤكدون ان الحل هو تغيير القيادات.

فما هى الأوضاع فى مصر؟
مصر لا تعانى نفس المشكلة نحن لا نبحث عن رئيس ولدينا اربعة مرشحين، كلهم مواطنون مخلصون لهم قبول بدرجات متفاوتة ظنوا أن لديهم القدرة على تحمل المسئوليات الضخمة لهذه المرحلة، لا توجد أحكام أو دعاوى ضد أى منهم أو اتهامات ثابتة بالفساد ولا يوجد بينهم خصام.

الإعلام يحاول ان يعطيهم جميعا نفس الفرص المتكافئة والوقت اللازم للتعريف ببرامجهم وإنجازاتهم. مصر تجاوزت مرحلة البحث عن رئيس واستهلت مرحلة اختيار رئيس، والمرحلتان مختلفتان، الأولى مسئولية الأحزاب والنقابات والمفكرين، أما الثانية فهى مسئولية المواطنين.
كل مواطن عليه الالتزام بمسئوليته فى الاختيار والإدلاء بصوته أيا كان المرشح المفضل لديه حتى نستحق الديمقراطية التى نطالب بها.
الديمقراطية الحقيقية ليست مؤسسات وأجهزة وانتخابات جوهرها ودعامتها الأولى المشاركة سواء فى التنمية والتصنيع والإنجاز والتصدير، أو فى مجال إبداء الرأى الحر والموضوعية الحرة، ولاختيار الرئيس حديث قادم.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية