تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
رسالة مهذبة إلى الرئيس الأمريكى
إلى الرئيس الأمريكى بايدن:
اتوقع انك أمضيت وقتا سعيدا فى الأعياد مع ابنائك وأحفادك، أهنئك، وأتعجب على قوة الأعصاب التى تتمتع بها كيف أمكنك التمتع بهذه المناسبة الكريمة بينما أنت تسهم فى قتل 22 ألف مدنى وإصابة الآلاف، وكيف تداعب احفادك وأنت تدعم من قتلوا 11600 طفل فلسطينى.حرمت العائلات ليس فقط من الاحتفال بالأعياد لكن من الحياة والكرامة والمأوى والغذاء والكساء والعلاج.
هل أمكنك ان تردد فى الكنيسة ليلة صلاة العيد الآية الكريمة «طوبى لصانعى السلام» بينما انت ترفض إصدار قرار بوقف إطلاق النار؟ كيف رددت فى «الصلاة» «الله محبة» وهى من اسس العقيدة المسيحية التى تعتقد أنك تنتمى اليها؟.
لعلك نسيت الآية التى تؤكد “لا تواجهوا الشر بالشر بل واجهوا الشر بالخير”. إن ما يرتكب من جرائم لن يحمى أمن إسرائيل التى تزعم انه هدفها بل على العكس يشعل الصراع والصدام. تحولت حماس بالنسبة للضحايا من جماعة إرهابية الى حليف يسعى لتحريرهم فزاد الانضمام اليها وارتفعت شعبيتها فتشكل جيل عاصر جرائم وحشية سوف يتذكرها ويشب على الغضب والكراهية والرغبة فى الانتقام.
أعلنت يوما ان التهم الموجهة لك ولابنك بالفساد غير صحيحة وظالمة، وتوقعنا عندئذ انك بقدر ما لديك من ذكاء وفطنة استوعبت الدعوة الإلهية للرحمة والعدل التى تنهى عن الظلم والحكمة التى تقول «عامل الناس كما تحب ان يعاملوك به»، لكنك مع الأسف تقوم بظلم شعب كامل يستحق الرحمة والعدل، تم اخلاؤه من منازله ليتكدس فى بقعة صغيرة من أرض وطنه تطلق عليه الصواريخ وتقصف المدارس والملاجئ والمستشفيات والكنائس وسيارات الإسعاف. شعب لم يرتكب شيئا سوى انه يطالب بجزء من وطنه الذى قدمتموه هدية الى اسرائيل. تتدخلون فى الشئون الداخلية للدول وتهددون بالعقوبات بدعوى حماية الديمقراطية وحقوق الإنسان ثم تدعمون دولة ثبت بالقطع أنها غير ديمقراطية وأنتم تعلمون ذلك، تنتهك حقوق الإنسان والعالم كله يرى ذلك.فى أوكرانيا تعاقبون المعتدى، وفى غزة تدعمون المعتدى.
ألا ترى أن هناك تناقضا شديدا وهائلا بين ما تقول وما تفكر وما تفعل فى حين ان الاتساق بين الأمور الثلاثة هو اساس الصحة النفسية والحكم الرشيد.
لقد انتخبك شعبك لتصحيح ومواجهة مشكلات عديدة اصبح يعانيها من بينها مشكلة العنصرية التى انتشرت وسببت العنف والاعتداءات، رئيس جامعة هارفاد كبرى الجامعات استقالت لأسباب عنصرية وكانت أول سيدة من اصل افريقى تشغل ذلك المنصب، ومنها مشكلة الأمن الذى ينحسر وكثرة الجرائم الجماعية فى الطرقات والمدارس، وتدنى مستوى جهاز الشرطة ومشكلة اللاجئين وعائلاتهم وما يدور على الحدود من صدام وانتهاكات، ومشكلة حمل السلاح وضوابطه حتى الإنجاب والإجهاض أصبح مثار مشكلات بين الأفراد وبين الولايات، ومنها بالطبع البطالة والفقر ومشكلة البحث عن رئيس وتبادل الاتهامات بينك وبين سلفك بصورة غير لائقة، الإضرابات كثيرة ومتكررة تشمل فئات مختلفة، منها العاملون فى صناعة السيارات والعاملون فى مجال السينما وكلاهما تصدرونها للعالم أجمع لعل من أخطرها أن الولايات المتحدة تخسر كل يوم ما كان لها من مصداقية ومكانة دولية وشعبية كانت تأمر فتطاع واليوم حتى ربيبتها اسرائيل رفعت عليها العصيان وتتجاهل ما تطالبهم به من حماية المدنيين فى نفس اليوم بل نفس الوقت الذى طالبهم وزير خارجيتكم بعدم قتل المدنيين كانوا يقتلون 260 مواطنا فلسطينيا، وتعلن أنها سوف تكثف الغزو، حتى الدول الأوروبية لم تلتزم بمطالب واشنطن بالنسبة لمقاطعة روسيا وبوتين أو عدم التعامل مع الصين.
مضت ايام كانت فيها واشنطن تتكلم والعالم يستمع وينفذ، لكم قدوة فى ايزنهاور الذى أمر انجلترا وفرنسا واسرائيل بالخروج من سيناء عندما هاجموها سنة 1956 فخرجوا فورا فهل لو امرتم اسرائيل بوقف القتال هل سوف تسمع كلامكم؟ لن تفعل ذلك إلا فى حالة واحدة إذا قطعتم عنها المعونات التى يعيشون عليها من ضرائب يدفعها شعبكم، فهل انتم قادرون على ذلك أم انك تخشى عدم رضاء القوى الصهيونية التى تسيطر على الفكر وكسب الأصوات الانتخابية ليهود الولايات المتحدة الذين يسيطرون على المال والإعلام، أيا ما كانت الدوافع فإننا نرفضها والعالم ضدها بل بعض اليهود من غير الصهاينة لا يوافقون عليها انصب اهتمامك على حماية امن اسرائيل وحقها فى الدفاع عن نفسها !
وهنا نتساءل الدفاع عن نفسها ممن؟! من آلاف الأطفال والاف النساء وكبار السن وذوى الاحتياجات الخاصة هل هؤلاء يمثلون خطرا على أمن ربيبتكم اسرائيل؟!
كتبت مرات ان الولايات المتحدة لن يقهرها أحد من الخارج لكنها سوف تقهر نفسها، وكان من الأدق أن أقول أن الذى سوف يقهرها مجموعة من الرؤساء تعاقبوا وساهموا كل بطريقته فى ذلك الانحدار، أرجو ألا تصبح رئاستكم فقرة تستكمل به ما فعلوه، عندما انتخبت كنا نتمنى ونأمل بل ونتوقع أن تعيد لدولتكم ما قامت عليه من مبادئ.
أكتب اليك هذه الرسالة ليس لأنصحك ولكن لأشير الى بعض حقائق مفروض أنها تؤثر فى قراراتك، إن كنت تعرفها ولا تكترث بها فتلك مصيبة، وإن كنت لا تعرفها فالمصيبة أكبر.
مستر بايدن..أنت رئيس دولة كبيرة قوية ثرية اقتصاديا وعسكريا كان يطلق عليها «أرض الأحلام» فأصبح يطلق عليها "أرض الأوهام" أتمنى ان توفق فى استعادة بعض ما كان لها من مكانة وأدعو لك بأن يضىء قلبك وعقلك بنور الحقيقة والإيمان الصحيح وتسعى للعدل والسلام لجميع الشعوب التى من بينها شعبك الذى يبحث عن رئيس.. حفظ الله مصر شعبا ورئيسا.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية