تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

من هو زهران ممدانى؟

أول مرة انتبهت الى زهران ممدانى كانت خلال مناظرة الديمقراطيين لانتخابات عمدة نيويورك فى 2025. سأل المذيع جميع المرشحين عن المكان الذى سيزورونه إذا تم انتخابهم.

قالت إحدى المرشحات إنها ستزور الأرض المقدسة،
وقال آخر إنه سيزور إسرائيل،
وقال الثالث إنه سيقوم بزيارته الرابعة لإسرائيل.
جاء رد ممدانى مخالفًا:
سوف أبقى فى نيويورك لمعالجة احتياجات سكان المدينة.

وجد المذيع ذلك الرد فرصة للمتابعة؛ فسأل ممدانى إذا كان سيزور إسرائيل؛ وأجابه ممدانى بحسم: «بصفتى عمدة سأدعم يهود نيويورك، وسألتقى بهم أينما كانوا هنا.»!!

دفع الرد المذيع لسؤاله عما إذا كان يعتقد أن لإسرائيل حقا فى الوجود، مما حوّل النقاش إلى صراع عن قضايا إسرائيل وفلسطين بدلا من التركيز على الشئون المحلية.

فأجاب: «مثل جميع الدول، لإسرائيل الحق فى الوجود وعليها أيضًا مسئولية الالتزام بالقانون الدولي.»

ما حيرنى فى هذا النقاش ما هو متوقع من مُشرع محلي: إظهار ولائه لدولة أخري، لكن المشهد يوضح الدور الذى تلعبه إسرائيل حتى فى الانتخابات المحلية الأمريكية.

ومع ذلك فاز زهران ممدانى بالانتخابات التمهيدية وأصبح المرشح الديمقراطى لمنصب عمدة مدينة نيويورك ليصيب هيئات كثيرة فى نيويورك بذهول.

إذا تم انتخابه فى نوفمبر، سيصبح أصغر عمدة فى تاريخ المدينة الحديث وأول عمدة مسلم ومن أصول جنوب آسيوية.

ممدانى مرشح استثنائى يبلغ من العمر 33 عامًا وهو ابن لمهاجرين من أصل هندي. وُلد فى كمبالا، أوغندا، وجاء إلى الولايات المتحدة فى السابعة من عمره، ليصبح مواطنًا امريكيًا عام 2018. والدته مخرجة أفلام مشهورة ووالده يعمل فى جامعة كولومبيا، وكلا الوالدين خريج جامعة هارفارد. وهو متزوج من فنانة سورية.

ويستمد ممدانى قوته من أصله وتراثه، فقد نشر فيديو لحملته كاملاً باللغة الأردية وجعل إيمانه الإسلامى جزءًا واضحًا من حملته، حيث ذهب للمساجد بانتظام.

كل هذا يجعله مُرشحا مختلفا.

كان ممدانى مجهولًا تقريبًا عندما دخل السباق، وكانت استطلاعات الرأى تمنحه فرصة 1% للفوز، بينما كان المرشح المشهور، حاكم نيويورك السابق كومو، عند 33%. لكنه سرعان ما صعد ممدانى فى استطلاعات الرأى خاصة بين الشباب ليعتبروه تغييرا مُرحبا به وسط الإحباط الذى سيطر عليهم بعد خسارة انتخابات 2024. ممدانى مختلف عن الخيارات التقليدية وتركز حملته على الإسكان الميسور، والحافلات العامة المجانية، وخفض تكلفة المعيشة من خلال رفع الضرائب على الشركات الكبرى وأغنى 1% من سكان نيويورك.

ولهذا يجب علينا دراسة هذا الخروج عن المألوف لفهم المناخ الحالى فى الساحة السياسية الأمريكية وآثاره على البلاد بأكملها.

كان ممدانى ناقدًا صريحًا لإسرائيل وصرّح بأن إسرائيل ترتكب إبادة فى غزة، وأنها دولة عنصرية، وأنه يجب اعتقال نيتانياهو إذا زار نيويورك. وقد اشرف على قانون يهدف إلى منع الشركات غير الربحية من تقديم أى دعم لنشاطات الاستيطان الإسرائيلي.

يقول منتقدوه إنه معادٍ للسامية بينما يقول هو إنه يُحمّل إسرائيل المسئولية. وجاء فى بيانه بعد أحداث 7 أكتوبر: «أحزن على مقتل المئات فى إسرائيل وفلسطين خلال الست والثلاثين ساعة الماضية. إن إعلان نيتانياهو الحرب، وقرار الحكومة الإسرائيلية بقطع الكهرباء عن غزة، وتصريحات بعض أعضاء الكنيست الداعية إلى نكبة جديدة ستؤدى بلا شك إلى مزيد من العنف والمعاناة فى الأيام والأسابيع القادمة».

وقوفه الصارم ضد سياسات إسرائيل سيُنتقد وسيشكل له معركة صعبة فى حملته القادمة، وسيواجه ممدانى موجات من العنصرية والتعصب. وقد تحدث عن خطابات الكراهية الموجهة اليه: «تصلنى رسائل تقول إن المسلم الجيد هو المسلم الميت»، و«أتلقى تهديدات على حياتى وحياة أحبتي».

لكن فاز ممدانى فى الانتخابات التمهيدية رغم من ذلك، لتتوالى نفس الانتقادات بعد فوزه فقد طالب عضو فى الكونجرس بإسقاط جنسية ممداني. اما الرئيس ترامب فقد كتب: «لقد تجاوز الديمقراطيون الخط الأحمر. زهران ممدانى شيوعى مجنون بنسبة 100%، فاز للتو بالانتخابات التمهيدية الديمقراطية. شهدنا يساريين متطرفين من قبل، لكن الأمر بات مبالغاً فيه الآن».

بينما يُعتبر فوز ممدانى بالانتخابات التمهيدية إنجازًا استثنائيًا، فهو مجرد معركة واحدة ويُبرز التحديات التى سيواجهها مستقبلاً. فى نوفمبر، سيواجه مرشحًا جمهوريًا مخضرمًا مدعومًا بموارد مالية كبيرة، وعليه بعد ذلك تحويل وعوده إلى سياسات حقيقية، مع البقاء وفيًا لجذوره ورؤيته.

الأهم من ذلك..

سيتعين عليه الدفاع عن أجندته وآرائه حول إسرائيل وأصوله وديانته فى مدينة لطالما دعم عمداؤها إسرائيل، نظرًا لأن المليون يهودى المقيم فى المدينة يشكلون أكبر عدد لليهود خارج إسرائيل.

 إن الوضع التقليدى يتغير لكن أمام ممدانى طريقاً صعبًا، وليس أمامنا سوى متابعة المشهد بشغف.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية