تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

كان واحدا من المهام التى أوكلت إلى الرقيب عبد المنعم سعيد أن يقوم بتسجيل كل ما يحدث للكتيبة ٦٥٤ م.م.م.د (مقذوفات موجهة مضادة للدبابات) بمجرد بدء العمليات القتالية. كان الرقيب جنديا فى مجموعة الاستطلاع التى تقوم برصد وحدات العدو المدرعة ونقلها من خلال القيادة، المقدم جمال حفيظ قائد الكتيبة والرائد محمد عبد الوارث رئيس العمليات، إلى سرايا الكتيبة وفصائلها لكى تقوم وحداتها باقتناص الدبابات والعربات الإسرائيلية المدرعة. كان رصد وتسجيل الأحداث كل ساعة ودقيقة مضافا لمهام أخرى، وهى مراقبة استخدام العدو للأسلحة الكيماوية أو الذرية. وخلال الفترة من ٦ أكتوبر إلى ٢٦ أكتوبر ١٩٧٣، جرى تسجيل ما حدث من اشتباكات وتحركات للأفراد والمعدات مع تحديد مكانها وزمانها بالإحداثيات والدقائق. بعد وقف إطلاق النار واستقراره، وكانت الكتيبة فى سيناء، طلب المقدم من الرقيب كل ما جرى تسجيله ومراجعته فإنه قام بنقل كل هذه المعلومات إلى المستويات القيادية الأعلى.

فيما هو معلوم آنذاك فإن ذلك حدث فى كل وحدة عسكرية برية أو جوية أو بحرية مما يشكل سجلا كاملا للحرب، ليس كما جرت فى مذكرات بعد ذلك، وإنما من خلال يوميات الحرب المسجلة وفقا لأنساق معلومة. الآن مضى على حرب أكتوبر خمسون عاما، وهى عادة الفترة الزمنية التى تصبح فيها وثائق الوقائع والأحداث متاحة للرأى العام وللتاريخ فى شهادة جرى تسجيلها وتعميدها بالنار والدم من قبل من كانوا معنا فى هذه الملحمة. الفكرة ببساطة أن هذه اليوميات جرى كتابتها فى جميع وحدات القوات المسلحة، ولابد أنه قد جرى تجميعها فى مجلدات آن أوان أن تكون متاحة للرأى العام المصرى والعربى والعالم كله. لا أستبعد أن يكون فيها ما لا يزال حجبه لضرورات أمنية لا يزال ساريا، ولكن المتاح سوف يكون فى كل الأحوال غزيرا ومشرفا لكل المصريين. تحية للشهداء الذين شهدوا أكتوبر، جنودا وضباطا وقيادة.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية