تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
سؤال طه حسين!
كانت المصادفة هى التى جمعتنى مرة أخرى بكتاب د. طه حسين «مستقبل الثقافة فى مصر» حيث جاءت المقدمة شارحة لسبب الكتابة وهو «إمضاء المعاهدة بيننا وبين الإنجليز فى لندرة، ومن إمضاء الاتفاق بيننا وبين أوروبا فى مونترو، ومن فوز مصر بجزء عظيم من أملها فى تحقيق استقلالها الخارجى وسيادتها الداخلية». السبب الآخر هو تساؤلات الشباب الجامعيين عما يرونه واجبا مصريا بعد إمضاء المعاهدة والمقصود بها معاهدة 1936 التى وقعتها حكومة الوفد بقيادة مصطفى النحاس واستنادا لها باتت مصر دولة مستقلة وبقدرتها الدخول إلى عصبة الأمم. الكتاب كان كما هو معلوم طرحا لما يجب على مصر القيام به وقد نالت استقلالها الذى ناضلت من أجله طويلا، وكان بادئا بالسؤال: من نحن؟ وهل ننتمى إلى الشرق أم الغرب؟؛ ثم بعد ذلك المضى قدما فى التعليم وإصلاحه، والثقافة وفروعها. كان السؤال مبكرا للغاية عما بات مطروحا فى عقود تالية عندما خرج المستعمرون من مستعمراتهم فى الغالبية الساحقة من دول العالم التى استقلت بعد الحرب العالمية الثانية، حول ما الذى تفعله بعد الاستقلال ونيل الحرية التى ألحت الشعوب عليها، وضحت فى سبيلها بالدم أحيانا. السؤال هو: ما الذى ستفعله بعد الاستقلال وقد بات لديها حرية اتخاذ القرار؟
السؤال لا يزال ملحا الآن، ربما بأكثر مما كان ضاغطا قبل ما يقرب من قرن رغم زوال الاستعمار والحصول على الاستقلال والتعرف على ثورات جديدة من التكنولوجيا، ومعها ثورات أخرى فى نظم الحكم، حيث تلاشت الملكيات وحل محلها مذاهب ليبرالية واشتراكية وشيوعية ودينية أيضا، لكن الحصيلة كانت مؤلمة وغير سعيدة فى معظم الأحوال. أحيانا كما حدث فى إفريقيا والشرق الأوسط ومناطق فى جنوب شرق آسيا وأمريكا اللاتينية من حروب أهلية ومذابح وصراعات إقليمية؛ ولكن فى أحيان أخرى كانت النتيجة واعدة ومبشرة وسعيدة. القصة المصرية حافلة بالعمق فى التاريخ، والحاجة الملحة للتطلع إلى المستقبل.
يتبع.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية