تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

د.على الدين هلال

فاز صديقى الدكتور على الدين هلال بجائزة النيل، وفازت جائزة النيل بالدكتور على الدين هلال. فى تقاليد الدول المتقدمة فإن الإعلان عن الجوائز القومية تمثل لحظة خاصة فى تاريخ الأمم. التاريخ يعرف تطورات تكنولوجية مهمة، وأفكارا كبرى لمعت، وصراع ووفاق القوى المختلفة وتوازن القوى فى بيانها. الأفكار الكبرى لا تأتى إلا من المتميزين القادرين على طرح الأسئلة العظمى ومحاولة الإجابة عنها، وأحيانا السعى نحو تحقيقها كما هو حال الأنبياء وصانعى التاريخ. فى حالتنا تعلن الجوائز بالأسماء وكفى ولايصاحبها مذكرة إيضاحية حول العلامة المؤثرة التى جعلته جديرا بالتقدير، وهل كان فيما فعله نقطة تحول ما فى تطور مجتمعه من حالة إلى حالة أخرى أكثر تقدما. صاحبى كان ضمن جماعة مؤسسة للعلوم السياسية والاجتماع السياسي، والنظر فى الدولة وحداثتها، ومن بينهم كانت له مأثرة خاصة حينما وضع الأسس لمدرسة فى «السياسات العامة» تنظر بميكروسكوب البحث والعوامل والدوافع المؤثرة فى سياسات التعليم والصحة والاقتصاد والإسكان وغيرها كثير. فى أى من هذا لم تكن السياسة عملية «فنية» يشغلها الأطباء والمهندسون، والاقتصاد ورجال البنوك وإنما هى أولويات اجتماعية تصارع وتنافس آخرين للفوز بمكان فى موازنات الدول واختيارات الأمة.

للأسف فإن جوائزنا تأتى مع نوبة تصفيق لا بأس بها احتفاء واحتفالا، لكنها تستقر بعد ذلك على الأرفف مع دوران الساعة. أحيانا يحدث ذلك لأن معنى الجائزة غائب، وأحيانا لأن المسكوت عنهم فى الجائزة مثل أسامة الباز وصلاح عيسى وعلى سالم وحتى محمد حسنين هيكل وغيرهم ممن تركوا علامات شجاعة فى زمننا غابوا؛ وجاء مكانه أحيانا البيروقراطى وزميل المعهد العلمى ومن لا يتوقف عن إشهار ملكاته الشحيحة.

اختيار د.على الدين هلال تصحيح لكثير من الذنوب والخطايا، ليس فقط لأنه الأكاديمى والمفكر الذى لا يشق له غبار، وإنما أيضا لأنه السياسى الذى لم يبخل على وطنه بخبرة العالم وحكمة المرحلة.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية