تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

كان د. حامد ربيع أستاذ العلوم السياسية هو الذى أفضى بتعبير «صنايعية السلطة Technicians of Power»، فبينما يمتلك الساسة توجيه الرؤى والأهداف الكبري، فإن هذه الطائفة من المساعدين ذوى الكفاءة العالية هم الذين يحولون كل ذلك إلى وثائق ومعاهدات. تذكرت ذلك حينما أعلنت الأسبوع الماضى أسرة د. أسامة الباز عن ذكرى 12 سنة بعد وفاته. دائما كان يذكر عن حق الرئيس السادات باعتباره بطل الحرب والسلام؛ ولكن القادة العسكريين أحمد إسماعيل وعبدالمنعم رياض وسعد الدين الشاذلى ومحمد عبدالغنى الجمسى كانوا من وضع الخطط والإستراتيجيات التى جرى تطبيقها فى حرب أكتوبر 1973. ما تلى الحرب لم يكن أقل صعوبة عند صناعة السلام التى تعنى انتهاء الحرب واستعادة الأرض وإقامة السلام. البطولة كانت فى هذه المرحلة يمثلها وكيل أول وزارة الخارجية د. أسامة الباز فى أثناء زيارة الرئيس السادات للقدس، وما تلاها من مفاوضات الإسماعيلية، وما توجها من اتفاقيات كامب ديفيد، ومباشرة خروج القوات الإسرائيلية من سيناء.

على عكس كثيرين فى مهنة الدبلوماسية كان الرجل مؤمنا باللحظة الساداتية؛ وكان جاهزا بملكاته وعلمه لكى يحول الرؤى إلى واقع أعطى لمصر فرصة هائلة للتقدم والبناء لم تحصل عليها منذ ثلاثة آلاف عام تناوب عليها المستعمرون والمحتلون. وللأسف عرفته متأخرا فى النصف الثانى من تسعينيات القرن الماضي؛ وكان دائما كريما بمعارفه وتجربته ونجوميته عندما أتاحت الظروف رحلتين إلى واشنطن فى أوقات دقيقة. ما أدهشنى دائما أن الرجل لم يحظ بما يستحقه من التقدير المصرى فلا حصل على جائزة لمبارك ولا للنيل ولا كتب اسمه على محور ولا شارع وهو الذى صك وحده اتفاق التحرير لأرض مقدسة. قال لى «ويليام كواندت» مسئول الشرق الأوسط فى مجلس الأمن القومى الأمريكى إبان مفاوضات كامب ديفيد أن «أسامة» كان وحده من الجانب المصرى الذى واجه الرئيس كارتر ومعه فصيلة من الخبراء الأمريكيين وضعفهم من الإسرائيليين. رحمه الله.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية