تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
خاطرة راقت لى جدا!
كما هو حال الكُتّاب تأتى لهم رسائل من قراء تعلق وتبدى وجهات نظر، ونادرا ما كنت أنشرها إلا إذا كانت تخص القضايا الكبرى فى مصر؛ فهذه مساحة عمل قام على تكليف أن يكون فيه ما ينفع. ولكن مؤخرا أتت لى وجهات نظر تبدو لى فريدة وبها نظرة فلسفية عميقة للحياة المصرية تخالف ما اعتدنا عليه خاصة داخل الطبقة الوسطى وتقاليدها فى عصرنا هذا، مع نظرة عميقة لوجودنا وما بعد الوجود. اللواء متقاعد محمد بسيونى أرسل لى ما يلى:
خاطرة راقت لى جدا؛ لا تضعوا الزجاج والبلاستيك على الطاولات؛ لا تغطوا الأثاث بالأقمشة التى تشبه الأشباح خوفا عليها؛ لا تغطوا مقتنياتكم وتضعوها داخل الصناديق أو تجعلوها للعرض فقط كالمتاحف؛ لا تحافظوا على الأشياء فتموتون وتبقى كالجديدة لأشخاص لا تعلموهم ولا يقدرون مدى حبكم لها؛ استمتعوا بأشيائكم ولا تبخلوا على أنفسكم وأعينكم برؤيتها، فغدا ستغمضون عيونكم كثيرا ولن يكون هناك سوى التراب؛ اتركوا الخدوش وعلامات الأيام تخبر الأبناء والأحفاد أننا نحيا هنا، والخدوش على الأثاث وعلامات الاستخدام ستحكى كيف كانت أيامكم مليئة بالحكايات والشجن؛ آثار الشمس على الشبابيك و«الأشياش» ستنطق كم كان المنزل دافئا؛ اجلسوا مع أسركم فى الشرفات وانظروا فى عيونهم أثناء الحديث؛ كفاكم ألوانا قاتمة للحديد والأبواب ولونوها بألوان زاهية، لا تصنعوا سجونا اختيارية، فطلاء حديد الحماية بألوان زاهية يكسر من قوته وغلاظته؛ لا تغمروا البيوت بالمعطرات الصناعية التى تمحو رائحة تنفس محتوياتها، دعوا البيوت تشيخ معكم وتجاعيدها تقطر حنانا وطيبة؛ وافرحوا برسومات أبنائكم على الجدران ولا تمحوها؛ امنحوا غيركم ما تزهدونه ولا تجعلوا بيتكم مخازن للخردة؛ ازرعوا الورد الطبيعى واستمتعوا بتنفس النباتات معكم فى بيت واحد. ابتسموا ابتسموا، واتركوا أحزانكم وصراعاتكم وخططكم على أعتاب البيوت، لن يحملكم على أكتافه وأنتم ضعفاء أو وقت مغادرة أرواحكم سوى من كان معكم داخل هذه البيوت.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية