تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
أين كانت الولايات المتحدة؟!
عندما صدر البيان الثلاثى السعودى ــ الإيرانى الصينى بالاتفاق بين الرياض وطهران على عودة العلاقات السياسية والدبلوماسية، والأمنية أيضا،
كان طبيعيا أن يطارد العقول سؤال: أين كانت الولايات المتحدة من عملية بالغة الأهمية كهذه فى الشرق الأوسط؟. مصدر المطاردة هو أن الاتفاق جرى مع السعودية ذات العلاقة الوثيقة والتاريخية بواشنطن، ورغم فجوة نمت بين البلدين مع إدارة بايدن، فإن الشهور الأخيرة شهدت جهودا لتحقيق التقارب بين البلدين.
أما إيران فهى بكل المعايير الأمريكية خصم عتيد يهدد أمريكا فى أكثر من جبهة أهمها الآن السعى نحو امتلاك الأسلحة الذرية. الصين -الوسيط - هى «المنافس الأول» الآن فى العلاقات الدولية، وهى التى خطفت الأضواء أخيرا بطرح مبادرة سلام لتسوية الأزمة الأوكرانية. الحقيقة هى أن الولايات المتحدة كانت تعلم بالمفاوضات،والسعى نحو الاتفاق بالوساطة الصينية، بعد أن تم إبلاغها من قبل المملكة، ولا نستبعد إبلاغا صينيا آخر.
رد الفعل الأمريكى لم يحمل لا عداء ولا خيبة أمل، وإنما كان يحمل أملا أن يؤدى الاتفاق إلى حل الأزمة اليمنية. وهنا فورا تظهر الأبعاد الإستراتيجية الأمريكية وأولوياتها فى المنطقة.
فى وقت تدور فيه رحى الحرب مع روسيا على الأرض الأوكرانية، فإنه لا يوجد أحد فى واشنطن يريد حربا أخرى فى الشرق الأوسط؛ وإذا كان ممكنا التخفيف من تهديد أمن المملكة وإزالة حرب من جوارها المشرف على البحر الأحمر ومضيق باب المندب، فسوف يكون من يمن الطالع. وإذا كانت أمريكا لا تستطيع توفير التزاما أمني تعاقدي للمملكة، أو تقديم تسهيلات نووية لها، فإن الاتفاق لن يمنع حربا فقط، وإنما سيتيح فتح نوافذ جديدة لاستئناف المفاوضات حول السلاح النووى الإيراني.
الصين هنا سوف تكون ذات فائدة أخرى للوساطة مادام لا أحد يريد مواجهة مع إيران فى المنطقة سواء كان نتيجة السلوك الإيرانى أو بمبادرة حمقاء من إسرائيل. تلك هى المسألة!
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية