تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
المعضلة السورية؟!
الفكر السياسى فى العالم يعتبر «المساواة» واحدة من أهم الفضائل السياسية والاقتصادية والاجتماعية. ورغم نبل المبدأ فإن الاقتراب منه معضلة نظرا لأن به عوار الكيفية التى يتم بها المساواة بين غير المتساوين.
المثال الحى لمواجهة ذلك يوجد فى سوريا الآن فقائد التغيير فيها أبو محمد الجولانى أو أحمد الشرع أثلج قلب السوريين والعالم بأنه سوف يحقق الشمول لكل الطوائف فى النظام السياسى الذى يسعى إليه على قدم المساواة.
الواقع هو أن الطوائف ليسوا متماثلين فى الحجم السكانى ولا الجغرافي؛ وبالطبع ليس فى أمور نوعية مثل التعليم والتنظيم والاستعداد للمشاركة فى نظام سياسى مع الآخرين ويفضلون على ذلك وحدة سياسية مستقلة.
العلويون الذين حكموا مع عائلة الأسد لديهم الذعر من عمليات انتقامية واسعة النطاق؛ ولكنهم جزء من عالم شيعى يقدر بنسبة 13% ويوجد معهم الشيعة الإمامية والاسماعيلية والدروز. الأمر ينطبق على السنة - 74% - الذين يوجد فيهم الأكراد والشركس والانقسامات المذهبية الحنفية والشافعية؛ وما ينطبق على المسلمين ينطبق على المسيحيين الأرمن واليونانيين.
التقسيمات المشار لها هى جزء من «موزايك» تاريخى ترتبط فيه الجغرافيا مع التاريخ وذكريات عميقة المرارة وأحزان فى أشكال عديدة من الحكم والطغيان والاستعمار والثأر والانتقام.
كل ذلك يعلو بمسافات مختلفة على الفكرة «السورية» المعبرة عن دولة وطنية تشارك أهلها فى الدفاع عنها والتبادل فيها والارتباط بها بعيدا عن العنف والدم.
المحطة الحالية من الحالة السورية محاطة بقدر قليل من راحة الخلاص من حكم بغى وتجبر، ولكن تجربة القادمين الجدد من «إدلب» لا توحى بالتسامح والشمول الذى يقول به الشرع حاليا والجولانى سابقا، بينما حكومة تصريف الأعمال توشى بتمكين إخوانى فى انتظار لحظة السفور والإعلان.
علم السياسة أعطى بعض الحل للتعامل مع الانقسامات فى أشكال فيدرالية وحكم محلية تعطى بعضا من الاستقلال والتعبير عن هوية ولكنه يعطى السيادة لدولة وطنية. الإشكالية صعبة خاصة عندما تختلط السياسة مع السلاح.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية