تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

لا يميز ما بين مفاهيم المحافظة والثورة والإصلاح قدر تلك اللحظات «الثورية» التى تنفجر فيها الوحدة السياسية فى بلد ما أو حال السياسة فى الكرة الأرضية. الانفجار عادة لا يحدث إلا عندما تتداخل عوامل كثيرة تتزايد فيها الضغوط على النظام العام فيصبح التغيير مطلوبا، وعنيفا عندما تكون التناقضات محتدمة. الثورات الأمريكية والفرنسية والبلشفية والصينية والإيرانية كلها خبرت وجود القوى المحافظة التى ترى فى التغيير دعوة لقلب الأوضاع كلها رأسا على عقب. النظام القائم هو فى العادة المعبر عن الاستقرار والثوابت، وعندما تكون الثورة عنيفة فإن القوى المحافظة لا تكل عن محاولة استعادة النظام القديم. أثناء الثورة الأمريكية كانت هناك جماعات محافظة ترى أن الولاء للملك البريطانى جورج الثالث (١٧٦٠-١٨٢٠) فضيلة؛ وكان منهم من حارب فى صفوف الجيش البريطانى مثل جورج واشنطن الذى قاد جيشه الثورة على بريطانيا. المحافظة استمرت رغم التحرير فى شكل الدولة الأمريكية الجديدة التى عبر عنها أربعون من كبار الملاك للعبيد وانتهت غالبيتها إلى المحافظة على العبودية. وعندما قامت الثورة الفرنسية انقلب المحافظون على الفكر الثورى وقاموا بإصدار قانون الأجانب والغرباء الذى حرم الأفكار الثورية.

 

لم يختلف الأمر كثيرا فى الثورات الأخرى، الأرستقراطية بعد صدمة وعنف الثورة الفرنسية لم تكل دون محاولات استعادة عرش البوربون ونجحت ثم فشلت؛ ولم تختلف عن ذلك عائلة رومانوف فى روسيا؛ ولا يزال الباقون من العائلة البهلوية فى إيران ينتظرون يوم العودة إلى طهران. فى مصر، واليوم هو عيد ثورة يوليو ١٩٥٢ المصرية، لم يكن فيه قطيعة كاملة مع النظام الملكي، حيث احتاج الأمر بضعة شهور لإعلان الجمهورية. ولكن المحافظين ليسوا فقط هؤلاء الذين أرادوا الحفاظ على النظام الملكي، وإنما هؤلاء الذين كانوا دائما يريدون الحفاظ على النظام القائم وكل ما مضى من تقاليد حيث الماضى دائما أفضل من الحاضر، وشخوصه أكثر حكمة، أما المستقبل فهو منذر والتغيير يقضى على الثوابت.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية