تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الصديق د. طه عبد العليم

الحزن هذه المرة أمر آخر.. جاء اسم صديقى د. عبد العليم محمد على سطح تليفونى وأشاع بى شعورا ما بين البهجة أن أسمع منه فقدانا ووحشة طالت، والحزن لأنه يحمل من الأخبار جللا. للأسف كان الأمر هو الثانى لكى تكون الصدمة مركبة فيها خبر الوفاة وفيها معلومات عما سبقها من معاناة، كان فى الأمر شهادة على التقصير، والندم على ما تأخذنا إليه الأيام من بعاد لأصدقاء حملوا كل المعانى التى ترتبط بكلمة «صديق»، حيث العلاقة لذاتها فى صفاء ونقاء تظهر ساعة المرض، ولا تذهب ساعة الفراق الدائم. أوراقى تشهد على هذه الحالة عندما كتبت عن أول الراحلين د. محمد السيد سعيد، ومن تلوه د. أسامة الباز والأستاذ السيد ياسين والدكتور سعد الدين إبراهيم. وفى مسجد السلام قال صاحبي: إذا سبقتنى فأرسل لى رسالة كيف هو الحال هناك، وسوف أفعل ذلك إذا كنت من السابقين!!

د. طه عبد العليم كان نصيبه فى جيلنا الذهاب إلى موسكو، وهناك عبر التفكير من محمد على الكبير وحتى ما حدث فى العصر الملكى ثم الفترة الناصرية كان باحثا عن الصناعة المصرية التى لم يكل عن الكتابة فيها، بوصفها مفتاح نهضة مصر وعنوان نهضتها. وعندما انتقلت من مركز الأهرام إلى إدارة المؤسسة العريقة كان هو «المدير العام» النزيه والحازم والملتزم فى مؤسسة عزمنا ألا نتركها دون أن نترك بصماتنا عليها. لم يكن «طه» زميلا وصديقا فقط وإنما كان شريكا فيما تركنا من فائض فى المال، وما حققناه من نقلة كيفية فى المحتوى أحبطتها ثورة تعاطف هو معها وكنت نافرا. الصداقة ظلت، وجاءنى تليفونه ساعة المرض، وعندما رحل نجلى كان واقفا بجوارى، وعندما رحلت «سلمى» طفلتنا السابقة كنت أيضا بجواره، وإذا به وسط الخطب الكبير يهمس: لا تذهب إلى المقابر فصحتك لا تسمح. خالص العزاء لجميع الجيل والأهل وحرمه رفيقة الدرب الطويل.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية