تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الثورة بطبيعتها راديكالية لا ترى فى الأوضاع القائمة على الوحدة السياسية دولة كانت أو إمبراطورية ما يستحق البقاء، وكثيرا ما انتهت العملية الثورية ليس فقط برحيل الحاكم، وإنما بقتله وقصف عنقه، وفى العراق قاموا بسحله. وكثيرا ما جرى ذلك مع الطبقة السياسية جميعها. المقصلة قامت بهذه المهمة فى الثورة الفرنسية، وكانت الطبقة متسعة لكى تشمل رجال الدين فى الطليعة، وفى روسيا كان الدين أفيون الشعوب. التغيير الشامل هذا كثيرا ما ارتبط بأيديولوجية ثورية، البلاشفة فى روسيا والماويون فى الصين، غيروا النظم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية معهما. فى مصر كما هى العادة كان ثوار ١٩٥٢ حالة فريدة،

فقد خرج الملك على يخت المحروسة، وجرى القضاء على الإقطاع من خلال تحديد الملكية الزراعية بحد أقصى ٢٠٠ فدان ثم قلت إلى ١٠٠. فى كل أحوال الثورات، بما فيها الثورة المصرية، فإنه جرت محاكمات خاصة، بعضها كان سريعا وبعضها الآخر كان له قانون خاص. الثورات كثيرا ما يكون لها زعماء: لينين فى روسيا، وماو تسى تونج فى الصين، والخمينى فى إيران، وعبدالناصر فى مصر، وفى أحوال فإن الزعماء يتداولون قتل بعضهم البعض كما حدث فى فرنسا حتى جاء نابليون إلى السلطة وهُزم فى واترلو.

فى الحالة الثورية، فإن مصر كان لها وضع خاص، ثورة ١٩١٩ كان فيها بعض الدماء ضد المستعمر، ولكنها بعد قيام الدولة المصرية وجدت فى الملك مصدر توحيد حتى جاءت ثورة ١٩٥٢ التى لم تقم عليها ثورة إلا فى يناير ٢٠١١، وجرى تصحيحها بثورة أخرى فى يونيو ٢٠١٣. كان التغيير جذريا فى كل الأحوال، ولكن هناك دائما حرصا على توافق عام،

وعندما خرج الإخوان عنه بنموذجهم الإيرانى حدثت الثورة الثانية، وهذه المرة كان لها برنامج وطنى للتنمية المستدامة ممتد حتى عام ٢٠٣٠. ستون عاما من ثورة يوليو، ومن بعدها عشرة أعوام من ثورة يونيو غيرت مصر دون دماء أو حرب أهلية!.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية