تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

التطبيع الإندونيسى!

دخلت إسرائيل فى مغامرة صعبة وخاسرة فى الشرق الأوسط، ولكنها تبدو رابحة فى مناطق أخري؛ فهى لم تكسب فقط الهند فى مواقفها إزاء حرب غزة الخامسة المتحيزة لإسرائيل وحيث توجد أكبر أقلية إسلامية فى العالم (١٨٠ مليون نسمة)؛ وإنما كسبت أيضا إندونيسيا، أكبر الدول الإسلامية وعددها ٢٧٧ مليون نسمة يعيشون على ١٧ ألف جزيرة تقع على الخط الفاصل بين المحيط الهندى الباسيفيكى حيث خطوط التماس والمواجهة بين الصين والولايات المتحدة. إندونيسيا داخلة بقوة إلى ساحة المنافسة العالمية فى مجالات شتى، وهى إحدى الدول الأعضاء فى مجموعة الدول العشرين بناتج محلى إجمالى تريليون وثلث التريليون دولار؛ وبمثل هذا الحجم الاقتصادى فإن تواجدها ضمن مجموعة دول منظمة التعاون الاقتصادى والتنمية يضمها إلى المجموعة الصناعية والتكنولوجية الأرقى فى العالم حيث تستثمر الشركات الكبرى وتنتقل إليها الاستثمارات العالمية. العقبة أمام الانضمام للمنظمة هو أن أعضاءها لابد لهم أولا من الحصول على موافقة كافة الأعضاء ومن بينهم إسرائيل؛ وثانيا إقامة علاقات دبلوماسية معهم. المنظمة قامت على نظرية قوامها أن «السلام الاقتصادي» يجب كل أشكال الصراع الأخري.

 

المؤكد أن الإندونيسيين ساخطون على إسرائيل وما قامت وتقوم به من جرائم إزاء الشعب الفلسطيني؛ وتشهد المساهمات الإندونيسية فى عيش غزة قبل الحرب الخامسة الراهنة فى أثنائها وبعدها على إخلاص إندونيسى لعلاقات الأخوة مع الشعوب العربية عامة والشعب الفلسطينى خاصة. ولكن المصالح الاقتصادية والتكنولوجية للشعب الإندونيسى تستدعى هذه العلاقات خاصة إذا ما طال زمن صراع يوجد فى غرب آسيا بينما إندونيسيا فى أقصى شرقها. جرى التمهيد للخطوة الحالية قبل ثلاثة عقود عندما قام رئيس الوزراء الإسرائيلى «إسحق رابين» بزيارة إندونيسيا عام ١٩٩٣؛ وفى وقت آخر زارها «شيمون بيريز» عندما كان وزيرا للتعاون الدولى عام ٢٠٠٠؛ أما «نفتالى بينيت» فزارها عندما كان وزيرا للاقتصاد عام ٢٠١٣ وبعدها قامت إندونيسيا بإصدار فيزا سياحية للمواطنين ربما لزيارة المسجد الأقصى والأماكن المقدسة الأخرى.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية