تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
إسرائيل والكعكة؟
هناك مثل أمريكى يقول إن المرء لايستطيع امتلاك الكيك ــ الكعكة معربة ــ وأكلها فى نفس الوقت؛ لأنه إذا أكلها فإنها لن يعود لها وجود أصلا.
هناك مثل ألمانى مماثل يقول إن الإنسان لا يستطيع الجلوس على مقعدين فى نفس الوقت.
إسرائيل تعتقد أنها يمكن أن تفعل ذلك، فهى تريد الحصول على السلام بينما لا تحرر الأرض، وتلعب بالبيضة والحجر ــ وهو المثل المصرى ــ فى نفس اللحظة حتى ولو أدى إلى كسر كل شيء وليس البيض فقط.
والحقيقة هى أن إسرائيل لم تحصل فى تاريخها على مثل اللحظة الراهنة التى بات لديها سلام كامل مع ست دول عربية؛ وهناك مسار يعترف به العالم أجمع يقوم على حل الدولتين، ولديها فوق كل ذلك ما حققته من رخاء وازدهار وسعادة حيث تحتل المكانة التاسعة بين الدول السعيدة فى العالم.
ومع ذلك فإن إسرائيل تستبعد الأرض بعيدا عن الكلام والمفاوضات، وطرح رئيس وزرائها هو السلام مقابل السلام، وبعد ذلك فإن إسرائيل لن تجد معضلة فى أن تستمر فى استيطان أراض، وتعديل أوضاع فى القدس بالمخالفة لاتفاقيات سلام سابقة.
وفى ظل الحكومة الراهنة فإن الوعيد جار بنكبة فلسطينية أخري، وفوقها سعى لاتفاقيات إبراهيمية تالية.
ما جعل إسرائيل فى هذه الحالة هى اعتقادها أن هناك وحشا آخر فى المنطقة يجعلها تدخل فى هذه الحالة غير المنطقية وهو إيران وسياساتها فى المنطقة خلال العقود الأخيرة.
الاتفاق السعودى الإيرانى وبالضمانة الصينية المرتبطة به ربما تأخذ المنطقة كلها فى اتجاه آخر يحرم إسرائيل من الحصول على الكعكة فى المنطقة والعالم وأكلها فى نفس الوقت.
الاتفاق يأخذ المنطقة كلها فى اتجاه يستكمل تيار التهدئة وحل المشكلات الإقليمية وأزمات ما بعد ما يسمى الربيع العربي؛ وساعتها ربما يكون لدى إسرائيل اتجاه آخر، وهو أنه بدلا من الاستعداد للهجوم على إيران أن تدخل فى سلام فعلى مع المنطقة كلها.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية