تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

هدم الرموز .. لمصلحة من ؟

حين يتحول التاريخ إلى مادة للسخرية فقل علي الأمم السلام، فعلى امتداد التاريخ الإنساني، لم تسلم أعظم الشخصيات من سلاح السخرية والتسفيه، ولم يكن تشويه الرموز التاريخية يومًا فعلًا عابرًا أو بريئًا، بل ارتبط بصراعات فكرية وسياسية حاولت إعادة كتابة التاريخ وفق أهواء الحاضر.

 

وقد تعرّضت شخصيات كبرى لعبت أدوارًا محورية في تشكيل الهوية إلى موجات متعاقبة من التسفيه والسخرية والتشكيك، أحيانًا باسم «النقد»، أو «حرية التعبير»، بينما كان الهدف الحقيقي هو إفراغ الرموز من معناها ودورها التاريخي، فصلاح الدين الأيوبي حوله المغرضون من محرر القدس إلى حاكم ظالم، أما محمد علي باشا تم اختزال حكمه في مذبحة القلعة، متجاهلين مشروعه الذي شكّل نقطة تحول كبرى في بنية الدولة المصرية.

ونتيجة إفلاس بعض المؤلفين من كتابة أفكار جديدة، ظهرت فوبيا أفلام ومسلسلات الشخصيات التاريخية أو المشهورة، ولتحقيق التوليفة المطلوبة بهدف الزحام علي شباك التذاكر أو ارتفاع نسب المشاهدة يتم تحوير هذه الشخصيات وإضافة توابل وبهارات لها لا تعطي هذه الشخصيات حقها من التوقير والاحترام بل تحويلها لشخصيات انتهازية ترغب في تحقيق الشهرة والمال ومداهنة الحكام.

أما في عصرنا الحديث وبعد دخول عصر الذكاء الاصطناعي والسوشيال ميديا أصبح كل شىء مباحا أمام فوبيا البحث عن «الترند»، فالكثير من الأفلام التي تمثل تاريخ السينما المصرية يتم عرض ثوان معدودة منها ـ علي التيك توك ـ بحثا عن التهكم والضحك علي مشاهد كانت تحبس الأنفاس زمان عند مشاهدتها، أيضا السخرية من أهم أبطال السينما وعرض مشاهد لهم مقتطعة أو تم تغييرها باستخدام الذكاء الاصطناعي لتجد نفسك تضحك أمام مشهد يستحق البكاء.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية