إذا لم تكن من الفئة المتضررة من انقطاع التيار الكهربائى مثل المستشفيات والعيادات، فيجب ألا تلعن الظلام أو تشعل شمعة، فأنت قد دخلت عالما جديدا تفتقده منذ سنوات طويلة وهو عالم الهدوء والسكينة والعزلة.

ستجد أن الضوضاء المحيطة حولك توقفت والتى تسببها أجهزة التكييف بأصواتها المزعجة أو ضوضاء الكافيهات والمطاعم المنتشرة فى كل مكان وما يصاحبها من أصوات تليفزيونات تذيع مباريات كرة قدم طوال اليوم، أو محال العصير التى تتسبب فى إغلاق الشارع من زحام شباب يبحثون عن كوب عصير قصب، بالإضافة إلى برامج التوك شو، وغيرها من مصادر الإزعاج التى تتوقف بمجرد انقطاع التيار الكهربائي.

أيضا ستجد نفسك قد تخلصت من الضغوط والتوتر الناتج عن استخدامك للموبايل طوال اليوم والبحث عن أخبار وفضائح كفيلة برفع الضغط العصبي، ستجد أن أفراد أسرتك قد خرجوا من غرفهم بعد انقطاع النت، ليتجمعوا ويتحدثوا كما كنا نفعل فى الماضي.

عند انقطاع الكهرباء وتخلصك من كل هذه الضغوط أحضر راديو ترانزستور صغير وضعه بجوارك وارجع إلى ذكرياتك فى الزمن الجميل فى السبعينيات والثمانينيات وتمتع بصوت الشيخ محمد رفعت أو الشيخ الحصري، أو استمتع بأغانى أم كلثوم وعبد الوهاب وعبد الحليم حافظ وغيرهم الكثير، لتجد خلال فترة انقطاع التيار الكهربائى قد تحولت لشخص هادئ الأعصاب بعيد عن التوتر، تستطيع أن تستمتع بنوم هادئ، وتذكر أن كل شيء له نكهته حتى الظلام، وتذكر دائما: (وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم)، صدق الله العظيم.