تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

مولد وصاحبه حاضر

وُلدت فكرة الموالد في مصر في القرن الرابع الهجري، حين أقام الفاطميون احتفالات بالمولد النبوي الشريف، فكانت تجمع الناس على تلاوة القرآن وذكر الله، ولم يكن في تلك الاحتفالات مايُستنكر، بل كانت مجالس علم وذكر وإطعام الفقراء.

 

ومنذ القرن السابع الهجري، بدأت تظهر احتفالات بمولد الأولياء والعارفين وكبار الصوفيين، مثل السيد أحمد البدوي في طنطا أو أبي العباس المرسي في الإسكندرية، والشيخ أبو الحجاج في الأقصر، وكانت في بدايتها مجالس روحانية ، يسودها الذكر والمدائح النبوية، غير أنها بمرور الزمن اختلطت بالعادات الشعبية، فتسلل اللهو والرقص، حتى فقدت بعض الموالد روحها الإيمانية.

التصوف الأصيل برىء من هذه المظاهر. فالأئمة الكبار من أهل الطريق، مثل الإمام الجنيد، والشيخ عبد القادر الجيلاني، أكدوا أن طريق الله لا علاقة له بهذه البدع، ويؤكد ذلك قول سيدي أحمد التجاني «إذا سمعتم عني شيئاً فزنوه بميزان الشرع فإن وافق فاعملوا به، وإن خالف فاتركوه»

التصوف في جوهره طريق تزكية للنفس وتطهير للقلب، يقوم على ذكر الله، وحسن الخلق، وهو امتداد لمعنى قوله تعالى «قد أفلح من زكاها وقد خاب من دساها» ، وإذا كان بعض الجهّال قد ألصقوا بالتصوف ما ليس منه من بدع أو خرافات، فإن ذلك لا يبرر الحكم على التصوف كله بالانحراف، كما لا نحكم على الفقه أو الدعوة أو السياسة بأخطاء بعض المنتسبين إليها.

التصوف الحق لا يعرف البدعة، فهو كما وصفه الشيخ محمد الحافظ التجاني ـ شيخ المحدثين في عصره ـ أن «الطريق هو ذكر ومذاكرة وأخلاق».

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية