من أسوأ الأخبار التى قد تتلقاها من زوجتك هو تعطل أحد الأجهزة الكهربائية فى منزلك خصوصا الثلاجة أو الغسالة، فهما الأغلى ثمنا وصعب الاستغناء عنهما، وعندما تتخذ مراكز الخدمة والصيانة أو التوكيل قرارا بعدم صلاحيتهما للاستخدام وإحالتهما للتقاعد وإعدامهما مثل خيل الحكومة، يكون قرارك هو شراء ثلاجة أو غسالة جديدة وبسرعة. البداية تكون فى البحث عن طريق النت لمعرفة الأسعار والتى تجدها قد أصبحت فلكية، فثلاجة الأمس والتى لا تتعدى عشرة آلاف جنيه أصبحت اليوم بأربعين ألفا، والحل أن تبحث فى القطاعين العام والخاص بحثا عن ثلاجة أو غسالة بأسعار الأمس.

عند دخولك أى معرض أو أحد المحال الكبيرة أو التوكيل  تجد جميع الأسعار موجودة  الغالى والرخيص، ولكن عندما تختار الرخيص تجد من يقول لك إن هذه الثلاجة للعرض فقط وليست للبيع وأن المسموح ببيعها هى الثلاجات صاحبة السعر الغالى.

تكاد تكون الإجابة واحدة وعبارة متفقا عليها «للعرض فقط» أو «غير مخصص للبيع» ولكنك تجد من يهمس فى أذنك قائلا: «لا تتعب نفسك فهناك تعليمات بعدم بيع الأجهزة الرخيصة فى نهاية العام تحسبا لزيادة الأسعار مع العام الجديد» وكل عام وأنتم بخير.

أمامك خياران كلاهما مر: الأول أن تخضع للتعليمات وتنتظر العام الجديد بزيادته وأنت وحظك، أو تشترى بسعر غال مما يؤثر على ميزانيتك بشكل كبير فى زمن غلاء الأسعار.

أيها السادة التجار.. لم نعتد نحن المصريين على هذه السلوكيات والأخلاقيات والبحث عن الثراء على أنقاض بيوت أبناء وطنكم، فاحذروا فكما تدين تدان.