تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

القبضة الذكية

لم يعد السؤال اليوم: هل نستخدم الذكاء الاصطناعى فى الصحافة أم لا؟ بل أصبح: إلى أى مدى سنسمح له بأن يسيطر على المهنة؟ فالصحافة ليست عملية تقنية جامدة، بل هى فن يعتمد على الحس الصحفى والمسئولية الأخلاقية، والأهم من ذلك الذكاء البشري، فعندما نترك للآلة مهمة إنتاج الأخبار، فإننا ننتزع من الصحافة روحها الحقيقية، ونحوّلها إلى مجرد نصوص مُعاد صياغتها دون سياق أو رؤية. الصحفى ليس مجرد ناقل للمعلومات، بل شاهد على الحدث وناقل لمشكلات المواطن من خلال رؤيته واسلوبه.

الصحافة ياسادة هدفها كشف الكذب وفضح التضليل، لكن استخدام الذكاء الاصطناعى يفتح الباب واسعاأمام التزييف العميق وصناعة محتوى مضلل بقدرة خارقة. فما أسهل أن تنتج من خلاله خبراملفقاً، أو صورة مزيفة، أو تصريحا لم يصدر، ثم ينتشر كالنار فى الهشيم. وحينها، من سيدفع الثمن؟ المواطن، لتكون بعد ذلك أزمة ثقة قد تكون الضربة القاضية للصحافة .

والكارثة الكبرى أن صناعة محتوى كامل لصحيفة أو موقع يستطيع أن يقوم به شخص واحد فقط عن طريق هذا الذكاء الاصطناعي، فأين سيذهب خريجو كليات الإعلام المنتشرة فى جميع المحافظات، لنقضى على أجيال كاملة من الصحفيين من بينهم عشرات الموهوبين والمثقفين مقابل هذا الاختراع الجديد.

لست من الرافضين للتكنولوجيا الحديثة، لكننى أرفض أن يُختطف مستقبل الصحافة على يد الصحفى الاصطناعى والذى ينبغى ألا يحل محل الصحفى البشرى أبدا، المهنة تواجه تحديات كثيرة أهمها فوضى وسائل التواصل الاجتماعي، والحل فى قانون صارم يسيطر على هذا الاختراع، قبل أن تقع الصحافة فى قبضته الذكية.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية