عند اتخاذ قرار بإقامة عزومة فى المنزل سواء للأهل أو الجيران أو الأصدقاء يتم حشد جميع الإمكانيات المادية وخبرات الطهى القديمة والحديثة من أجل نجاح هذه العزومة، فهى يجب أن تحتوى على العديد من أصناف اللحوم والدواجن والخضراوات والحلو، وبعد عناء يوم كامل أو أكثر للتجهيز لها، تأتى اللحظة الحاسمة عندما تقف سيدة المنزل بكل فخر واعتزاز قائلة للضيوف «اتفضلوا السفرة جاهزة». وبعد أيام قليلة يتم رد العزومة ويجب أن تحتوى على أصناف مختلفة تماما عن الأولى على سبيل التغيير ولعدم المقارنة بين مدى احترافية سيدات المنزل فى الطهى أو تجهيز السفرة. ومع مرور الزمن ورغم ارتفاع التكاليف تم نقل العزومة لأحد المطاعم أوالنوادى وذلك تزامنا مع ارتفاع معدل خروج المرأة للعمل، وهروبها من عواقب العزومة من غسيل «تل» من الصحون وخلافه، وأخيرا ومع ارتفاع الأسعار وصلنا لصيغة غريبة للعزومة وهى أن تقوم توجيه الدعوة للأصدقاء فى منزلك أو خارجه ويتحمل كل فرد منهم تكاليف وجبته. جرائم العصر الحديث أصبحت غريبة، وأكثرها يحدث بين الأقارب والجيران، فإذا كنت متابعا لصفحة الحوادث تجد أخبارا عن جار يقتل جاره بسبب لعب الأطفال، أو من يقتل شقيقه أو عمه أو خاله وغيرها من الجرائم والتى لم تكن موجودة بهذا الكم والكيف فى وقتنا الحاضر.

العزومة ليست مجرد وليمة أو مأدبة تحتوى على العديد من أصناف الطعام، بل هى شكل اجتماعى وحضارى الهدف منه زيادة الألفة والود وصلة الأرحام، وهى قيم لا تقدر بمال . «اللمة» حول الطعام كفيلة بإزالة أى خلافات أو مشاحنات مع الآخرين فى الدنيا، وسبب لدخولك الجنة فى الآخرة.