تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
إلا الصحافة
خطأ مطبعى غير مقصود ـ وقع فى مقال الأستاذ أنيس منصور بمجلة الشباب تسعينيات القرن الماضى وقرر ألا يكتب مرة أخرى للمجلة فطلب منى الأستاذ عبد الوهاب مطاوع باعتبارى وقتها سكرتير تحرير المجلة مصالحة الكاتب الكبير، وخلال لقائى مع الأستاذ أنيس والذى امتد لنصف ساعة لم يتحدث عن هذا الخطأ أو تهديده بعدم الكتابة، ولكن كان حديثه كله عن أهمية الكلمة للكاتب، حيث يعتبرها مثل ابنه ولا يقبل تدخل أى أحد لتغييرها، وأن الكاتب يعتز بكل كلمة يكتبها فهى دلالة على شخصيته وعصارة خبراته وتجاربه فى الحياة.
وبعد سنوات قليلة سألت الأستاذة والأديبة الكبيرة سناء البيسى عن كيف تكتب مقالها بهذا الأسلوب الرشيق الممتع، وكيف تختزل كل هذا الكم من المعانى والكلمات، فأجابتنى بأنها حالة الكتابة، حيث تجد الكلمات والحروف تنهال عليك من كل جانب وأنت من يلتقطها ويكتبها ويوظفها فى مكانها.
هذه الدروس من أساتذة الصحافة جعلتنى أتساءل كيف يظهر لنا فى وقتنا الحاضر جيل لديه مشكلات فى القراءة والكتابة، ويعجز عن كتابة سطر واحد بلغة عربية سليمة، ولكنه يستعين بالذكاء الاصطناعى ليكتب له خبرا أو مقالا أو تحقيقا صحفيا، وما الفرق بين هذا الكاتب أو الصحفى الفاشل فى الكتابة وبين الرياضى الذى يتفوق على جميع منافسيه بتناول المنشطات.
الصحافة مهنة لا تقبل الذكاء الاصطناعي، فهى تعتمد على حرفية وشخصية الكاتب الحقيقية وليست المصطنعة، الصحافة تعتمد على نشر الحقيقة بأسلوب الصحفى الحقيقى وذكائه الطبيعى وليس المزيف أو المصطنع بالذكاء الاصطناعي.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية