تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
ماذا ينتظر العالم من إدارة ترامب؟
ترامب سيجد صعوبة أكبر فى سحب الولايات المتحدة من هذه الصراعات، فقواعد اللعبة تغيرت منذ عام 2017
يترقب العالم فى هذا التوقيت وصول الرئيس المنتخب ترامب إلى السلطة فى البيت الأبيض، حيث من المرجح أن تكون هناك بعض الاختلافات الهامة فى سياسات ترامب الخارجية بين ولايتيه الأولى والثانية، أهمها أن ترامب سيتولى منصبه ومعه فريق أمن قومى أكثر تجانسًا مما كان عليه عام 2017، إضافة إلى أنه ستكون لدى الأطراف الإقليمية والدولية الفاعلة قراءة أفضل بكثير لطبيعة ترامب.
سيدير ترامب سياسته الخارجية بثقة فى الولاية الجديدة، غير أن إخضاع العالم لشعاره أمريكا أولًا سيبقى محل شك كبير، خاصة أن هناك تصورا عاما دوليا بأن عصر الاستثناء الأمريكى قد انتهى وأننا أمام عالم متعدد الأقطاب، كما يردد الرئيس بوتين والقادة الصينيون،
ولهذا قد تتوقف السياسة الخارجية للولايات المتحدة عن الترويج للممثل الأمريكية الراسخة ومفاهيم الليبرالية، كما أن الازدياد المتوقع فى الممارسات غير المشروعة للسياسة الخارجية، سيجعل الولايات المتحدة تبدو كأنها قوة عظمى حقيقية أو دولة مرتبكة وهو ما سيتعامل معه ترامب بحذر فى ظل ترقب عام دولى لما سيعمل به الرئيس والحزب الجمهوري.
وفقا للنسق العقيدى الفكرى للرئيس ترامب، فإنه يرى أن النظام الدولى الليبرالى الذى أنشأته الولايات المتحدة قد أصبح بمرور الوقت أداةً فعالة ضد الولايات المتحدة ولتغيير هذا الامر يريد ترامب تقييد التدفقات الاقتصادية إلى الداخل، مثل الواردات والمهاجرين (رغم أنه يسعى إلى الاستثمار الأجنبى المباشر فى الداخل) إضافة لطرح برنامج عمل ليس فيه التزامات محددة أو أطر رسمية ملزمة.
يسعى الرئيس ترامب أن يتحمل الشركاء فى كل أنحاء العالم لمزيد من العبء للدفاع عن أنفسهم كما يتصور الرئيس ترامب أنه قادر على عقد صفقات مع العالم وقياداته مثل الرئيس الروسي، بوتين، أو رئيس كوريا الشمالية، كيم جونج أون، وهو ما قد يقلل التوترات فى مناطق الاضطرابات العالمية ويسمح للولايات المتحدة بالتركيز على الداخل.
ورغم أن قدرة الرئيس ترامب على قيادة السياسة الخارجية ستتعزز، فإن قدرته على تحسين مكانة الولايات المتحدة فى العالم مسألة أخرى؛ إذ إن أبرز تشابكات الولايات المتحدة موجودة فى أوكرانيا وغزة وخلال حملة 2024، انتقد ترامب الرئيس بايدن بسبب الفوضى التى عاشتها الولايات المتحدة عام 2021 إثر الانسحاب من أفغانستان، مؤكدًا أن التراجع فى أفغانستان أدى لانهيار مصداقية الولايات المتحدة واحترامها فى جميع أنحاء العالم، ومن شأن نتيجة مماثلة فى أوكرانيا أن توجد بالفعل ووفق سياسة الامر الواقع مشاكل سياسية مماثلة لترامب.
أما فى غزة، فقد دعا ترامب نتنياهو على إنهاء المهمة وإنهاء حكم حماس، ومع ذلك فإن افتقار نتنياهو لرؤية استراتيجية لإنجاز هذه المهمة يشير إلى أن إسرائيل ستواصل الحرب برغم احتمالات توقيع اتفاق وقف اطلاق النار واردا والاشكالية ستكون متعلقة بالخطوة التالية لاتفاق سيطول وعلى مراحل ان توافرت الإرادة الإسرائيلية للتوصل لهذا الخيار المطروح.
سيجد ترامب صعوبة أكبر فى سحب الولايات المتحدة من هذه الصراعات، فقواعد اللعبة تغيرت منذ عام 2017، وما زالت المبادرات والتحالفات والمؤسسات الإقليمية والدولية بل وداخل الولايات المتحدة أصبحت تتمتع بكثير من النفوذ، أصبحت القوى الكبرى الأخرى أكثر نشاطًا فى إنشاء وتعزيز هياكلها الخاصة المستقلة عن الولايات المتحدة؛ وأوضح الأمثلة على ذلك المنظمات العالمية، مثل بريكس وأوبك ومنظمة شنغهاى للتعاون.
داخليا سيخطط الجمهوريون لتمرير الكثير من أجندة ترامب من خلال عملية تغيير قواعد تمرير مشاريع القوانين بأغلبية 50%، لكن لا يمكن تطبيق هذه الآلية على كل مشروعات القوانين من هنا سيضطر قادة الجمهوريين بالكونجرس للبحث عن بعض الصيغ التوافقية مع الأقلية الديمقراطية فى العديد من القضايا المحورية،
وسيكون الديمقراطيون أقلية فى كلا المجلسين، مما سيقيد من تأثيرهم من رئاسة اللجان القوية والضعيفة، ولن يتمتع الديمقراطيون كذلك بسلطة الاستدعاء أو سلطة الإشراف أو فتح التحقيقات دون دعم الحزب الجمهوري، ولن تكون لهم اليد العليا فى تحديد جدول الأعمال بالكونجرس، كما سيلعب الديمقراطيون دورا معرقلا لسياسات ترامب، ومن المحتمل أن يركزوا على إخبار الأمريكيين بما يرونه عواقب ضارة لسياسات ترامب، وذلك بهدف جلب المزيد من الناخبين إلى جانبهم فى انتخابات التجديد النصفى لعام 2026.
أن عديدا من التغييرات التى يقترحها الرئيس ترامب تواجه تحديات دستورية، فسياسات مثل إنهاء حق المواطنة بالميلاد، وتغيير فئات التأشيرات، والحد من حقوق اللجوء، تتطلب إجراءات من الكونجرس أو تعديلات دستورية، حيث تعهد الرئيس المنتخب بإصدار أمر تنفيذى ينهى حق المواطنة بالميلاد، مما سيؤدى إلى صدام دستورى حول التعديل 14 الذى قد ينتهى به المطاف فى المحكمة العليا كما سيخطط ترامب لمراجعة سياسات بايدن المتعلقة بالمناخ من خلال قطع الدعم عن السيارات الكهربائية والتراجع عن معايير الانبعاثات،
بالإضافة إلى الحد من عمليات التوظيف التى تؤثر على شركات صناعة السيارات وينوى الرئيس ترامب فرض عقوبات على إيران، وعقوبات جنائية على الإدارات الأمريكية المستقبلية التى تفتح الحدود.
فى المجمل سنكون أمام رئيس برؤية مغايرة تماما عما كان يجرى فى الفترة السابقة من ولايته الاولى اذ ان فريق العمل الذى سيدخل فى البيت الأبيض له حساباته وتقديراته الكبرى التى ستتعامل مع تلال من المشكلات الداخلية والدولية.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية