تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
ملف «إيلى كوهين»!
فى اطار «دبلوماسية الهدايا» السخية التى تكسو أجواء الشرق الأوسط فى الفترة الأخيرة، تأتى هدية «ملف معلومات ومتعلقات الجاسوس الإسرائيلى إيلى كوهين». النظام السورى يتبادل الهدايا مع الحكومة الإسرائيلية. لم تكن الهدايا «عينية» فى البداية إذ اقتصرت على غض الطرف عن انتهاكات إسرائيل للأراضى السورية وعدم الدخول فى اشتباك حتى لو كان لفظيا مع الجانب الإسرائيلي. اليوم تنتقل الهدايا إلى مرحلة الهدايا «العينية». تسليم أو على الأقل تسهيل حصول الإسرائيليين على ملف معلومات إيلى كوهين.
هل طلب الإسرائيليون الهدية أم بادر النظام السورى بها فى إطار التجهيز لدخول سوريا «حظيرة» التطبيع من بوابة السلام الإبراهيمى الذى يلح عليه الرئيس ترامب، بل وطلب ذلك من الرئيس السورى الانتقالى خلال لقائهما الأخير فى الرياض؟ الإسرائيليون يطالبون ولم يكفوا يوما عن طلب الحصول على ملف جاسوسهم الأشهر إيلى كوهين وعلى رفاته أيضا. فشلت كل المحاولات عبر ستين عاما منذ إعدام كوهين فى مايو 1965. رفض النظام السورى رفضا قاطعا الطلب الإسرائيلي، وأحاط ملف كوهين ورفاته بأكبر قدر من السرية. هذه المحاولات والإصرار الإسرائيلى ورفض النظام السورى يشيران إلى أهمية وسخاء الهدية التى حصل عليها الإسرائيليون اليوم. الرئيس الأمريكى من جانبه يتولى الرد على الهدايا السورية لإسرائيل دعما منه لإتمام فترة «الخطوبة» بين الطرفين حتى تتوج فى النهاية بعقد اتفاق التطبيع. الرئيس الأمريكى قابل الرئيس السورى الانتقالى ووعد برفع العقوبات المفروضة على سوريا تأهيلا لها للانخراط فى المجتمع الدولى مرة أخري. بعيدا عما تحققه دبلوماسية الهدايا تلك لأطرافها من مصالح يبحثان عنها، فإن الأمر يطرح سؤالا أو بالأحرى يفتح جرحا لعله لن يغلق قريبا. لماذا يهرع المتأسلمون كلما أسقطوا نظاما فى المنطقة لاستباحة أسراره الأمنية، إما بإمداد الخصوم بها أو على الأقل بنثرها على قارعة الطريق تشويها للنظام الذى سقط؟ قضية تخابر الإخوان المسلمين عبر رئيسهم مع جهات خارجية فى مصر تعتبر شاهدا حيا لمن يريد أن يستشرف إلى أين يمكن أن تمضى الأمور حين يتحكم المتأسلمون فى تسييرها.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية