تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

مصر كلمة السر!

ها هو قطار العدوان الإسرائيلى على غزة يصل إلى المحطة الأخيرة بعد خمسة عشر شهرا من التدمير الممنهج للقطاع.

وصول القطار إلى تلك المحطة لم تكن مهمة سهلة خاصة فى ظل الانحياز الغربى الواضح للجانب الإسرائيلى وشهوة تصفية القضية الفلسطينية التى تملكته،

وتلاعب قوى إقليمية بالقضية الفلسطينية لحسابات لا تمت للقضية بصلة.

قرأت مصر خطورة المشهد منذ اليوم الأول وسارع الرئيس السيسى بفرض اللاءات المصرية. لا لتصفية القضية. لا لتهجير الفلسطينيين. لا للمساس بالأمن القومى المصرى.

وضوح الموقف المصرى وثباته منذ اليوم الأول لهذا العدوان كان بوصلة كل التحركات لإيقاف العدوان. الموقف المصرى صاغه بجلاء الرئيس السيسى بعد خمسة أيام فقط من اندلاع العدوان، بقوله «إن كل صراع لا يؤول إلى السلام، هو عبث لا يعول عليه» ودعا كافة الأطراف إلى إعلاء لغة العقل والحكمة، والعودة فورا للمسار التفاوضى، مؤكدا استعداد مصر لتسخير كل قدراتها وجهودها للوساطة 

.لم يمض سوى أربعة أيام حتى تلقى الرئيس اتصالا هاتفيا من الرئيس الأمريكى تم الاتفاق فيه على خطورة الموقف وأهمية احتوائه وأهمية إيصال المساعدات.

نجحت مصر مع الشركاء فى الوصول إلى هدنة فى نهاية نوفمبر 2023 لم يلتزم بها الطرفان إلا أسبوعا. تمسكت بموقفها واستخدمت كل أدواتها الدبلوماسية والاقتصادية والإعلامية لدعم الشعب الفلسطينى. تحملت الكثير من السخافات من أطراف عدة استهدفت دفعها لتغيير موقفها.

كالقابض على الجمر، بقيت مصر على إيمانها بأن ما يحدث هو صراع عبثى لابد له أن ينتهى. لم تسمح بأن يدفعها الغضب لإجراءات تعقد الموقف. طرحت أفكارا لتقريب وجهات نظر الطرفين باتت هى الأساس لكل الأفكار التى يتم التفاوض حولها.

لم يمنعها إفشال بعض المحاولات عن مواصلة الطريق. لولا ذلك الإصرار المصرى لكان قطار العدوان الإسرائيلى قد سلك طريقا آخر.

ما بين اتصال الرئيس الأمريكى بالرئيس السيسى فى بداية العدوان وصولا إلى اتصال أول أمس ما يكفى لتأكيد أهمية ما بذلته مصر باعتبارها الرقم الصعب الذى لا يمكن تجاوزه فى معادلة السلام والاستقرار فى المنطقة.

إنها باختصار كلمة السر.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية