تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
محاكمة حزبية «افتراضية»!
حالة كاشفة ومؤسفة، تلك التى ترافقت مع الإعلان عن قرب مولد حزب جديد هو حزب الجبهة الوطنية. حالة كاشفة لقدر معتبر من الاهتمام بالمجال العام والعمل الحزبى يصطدم بما يقال بشأن انصراف المصريين عن المشهد السياسي. إنه جانب إيجابى بلا شك، ولكن يجب ألا يحجب رؤية «النصف الفارغ» من كوب المشهد. المشهد لا يخلو من أشياء مؤسفة. مؤسف مستوى رد الفعل سواء قبولا أو رفضا. مؤسف انعقاد محاكمة لكائن ليس موجودا بعد. مؤسف مستوى التشكك والتشكيك بناء على النوايا؛ حسنة كانت أو سيئة. مؤسف إعادة عرض مسلسل تصيد أى موقف لاستهداف الدولة.
مؤسف الدفاع عن «اللاتهمة». التفكير فى إنشاء حزب ليس تهمة. إنشاء حزب ليس تهمة فى بلد به نحو 100 حزب بالفعل، وتجربته الحزبية تمتد لأكثر من 100 عام شهدت الكثير من الأحزاب نشأت بطرق مختلفة. سعى الحزب للسلطة ليس تهمة. سعى الحزب للسلطة هو ما يميزه عن غيره من منظمات المجتمع المدني. التشكيك أو حتى التفتيش عن أهداف مؤسسى الحزب من إقدامهم على تأسيسه لا محل له من الإعراب. مؤسف تجاهل أو تغييب القانون عن كل ذلك.
تفعيل العمل الحزبى بما يخدم المجال العام هو المهمة التى يجب أن تبقى صوب الأعين. نريد اختلافا صحيا يستهدف الصالح العام بأكثر مما يستهدف الأشخاص. نريد اختلافا خارج دائرة شرنقة التفتيش عن النوايا والحسابات الشخصية وربما الحزبية، خلافا ينطلق من أن الحزب (أى حزب) ليس هدفا فى حد ذاته ولكنه وسيلة لرفد الدولة برؤى وكوادر للمستقبل. على خريطة الأحزاب المصرية أسماء كثيرة، قليل منها يستحق اسم الحزب وبات من أهم معالم أو تضاريس تلك الخريطة، ويؤاخذون بأداء من يحملون مجازا اسم الحزب، ولم يحاكمهم أحد ممن يشهرون سيوفهم لمحاكمة «مشروع» حزب. كل حزب جديد يطمح لأن يكون جديرا بأن يحمل اسم الحزب تحت مظلة القانون دعما لحياة حزبية نتمناها جميعا يستحق نقاشا أفضل.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية