تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

سلام نيتانياهو!

بداية أعتذر للقراء ومن قبلهم لفكرة السلام ومحبيها عن العنوان أعلاه، إذ لا يجوز إضافة اسم نيتانياهو إلى السلام. نيتانياهو والسلام، كما نفهمه ويفهمه العالم، لا يجتمعان. الغرض من العنوان هو الإشارة إلى السلام الذى تريده إسرائيل نيتانياهو باعتباره سبب كل «التخاريف» التى يطلقها نيتانياهو موجها أكبر إساءة تتعرض لها فكرة السلام منذ عرفتها البشرية. السلام لدى نيتانياهو هو استسلام الخصوم والأعداء. السلام لدى نيتانياهو هو وسيلة وليس هدفا. السلام لدى نيتانياهو هو السلام لإسرائيل وحدها دون غيرها وعبر طريق واحد هو السلام المفروض بالقوة.

فى أبريل الماضى قال إن «الحاجز الأكبر أمام السلام هو رفض الفلسطينيين الاعتراف بالدولة اليهودية، رفض الاعتراف هو سبب النزاع القائم فى المنطقة منذ 100 عام وأن إقامة دولة فلسطينية هى فكرة سخيفة». فى يونيو 2016 أعلن بوضوح أنه «لا يوافق أبدا»، على مبادرة السلام العربية، كأساس للتفاوض، وواصل عجرفته ليقول إنه «يتعين أن تقوم الدول العربية بإدخال تعديلات على مبادرة السلام العربية وفقا لما تطلبه إسرائيل». واليوم يتوهم أن ضغوطه على مصر يمكنها أن تساعده فى تغيير موقف مصر. العضو السابق فى الكينست «كسنيا سفتلوفا» فى مقال لها أخيرا فى صحيفة الفايننشال تايمز، تقول «إن ذلك يعكس نمطا مقلقا من الأزمات «المُصطنعة» و«المصممة» للضغط على مصر لقبول سياسات لا يمكن لأى حكومة مصرية أن تتبناها على الإطلاق، وتضيف أنه بعد 46 عاماً من السلام البارد تهب رياح عدائية متزايدة من إسرائيل نحو القاهرة». السيدة «ليا رابين» أرملة رئيس الوزراء الإسرائيلى الأسبق إسحاق رابين لخصت علاقة نيتانياهو بالسلام فى لقائها وزيرة الخارجية الأمريكية مادلين أولبرايت فى سبتمبر 1997 بقولها إن نيتانياهو يفعل كل ما بوسعه لتدمير السلام.

باختصار فإن نيتانياهو ليس فقط لا يريد السلام، إنه لا يعرفه أساسا ويعتبره خطرا على إسرائيل، وكل ما يعلنه من تخاريف تجاه مصر هو محض «تلقيح جتت» ومحاولة يائسة لاستغلال كل ذلك لتخفيف الضغط الذى يتعرض له داخليا وخارجيا نتيجة جريمته بحق السلام كما يعرفه كل الأسوياء.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية