تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
ريتاج!
مشهد احتضان الرئيس السيسى الطفلة الفلسطينية ريتاج محمد رياض خلال احتفالية «وطن السلام» السبت الماضى يحمل من المعانى ما لا يجوز معها أن نفترض أنه مشهد جديد يؤكد البعد الإنسانى الطاغى على شخصية وسلوك الرئيس. فالحقيقة أن المشهد وإن بدا إنسانيا بامتياز إلا أن الأبعاد السياسية كانت حاضرة بقوة فى كل تفاصيله. فبطلة المشهد هى طفلة فلسطينية لم تبلغ من العمر إلا عشرة أعوام أفقدها العدوان الإسرائيلى على غزة عائلتها ودمر منزلها، وبقيت تحت حطامه ليومين ما تسبب فى إصابتها إصابات جسيمة أدت لبتر إحدى ساقيها، وتم علاجها فى مصر لتحضر الاحتفالية وتعرب عن رغبتها فى أن تلتقى الرئيس فيتحقق لها ما أرادت وأكثر، فقد أجلسها الرئيس على كرسى بجواره بعد أن احتضنها مقبلا رأسها محاولا تعويضها عن حضن الأب الذى فقدته.
أما عن البعد السياسى فقد بدا لى أن الرئيس عبر عن سياسة مصر ودورها تجاه الفلسطينيين والقضية الفلسطينية فى مشهد «ريتاج». حين فتح الرئيس ذراعيه ليحتضن ريتاج بدا وكأنه يحتضن فلسطين كلها محاولا طمأنتها، فريتاج بما حدث لها تعبير عن المأساة التى ألمت بالفلسطينيين قتلا وتدميرا وإصابات وفقدانا للوطن. وحين أجلسها بجواره بدا وكأنه يؤكد مكانة فلسطين وقربها من قلوب المصريين، وأن فلسطين التى تجلس فى هذا المكان الرفيع بجوار مصر غير مسموح بمحوها من على الخريطة، وأن مصر كانت وستظل حاضرة وقادرة على احتضان الفلسطينيين، وتخفيف معاناتهم لإنقاذ وطنهم من مغامرات البعض؛ المحسوب منها وغير المحسوب. وقد بادلت ريتاج الرئيس السيسى نفس الرسائل حين قالت بمنتهى العفوية إنها تشكره لأنه أوقف الحرب معبرة دون أن تدرى عن موقف الفلسطينيين الذين يعرفون بالفطرة معنى الوطن وقيمة ما قدمته مصر.
سيظل مشهد الرئيس وريتاج أبلغ رد على كل من حاول النيل من دور مصر تجاه الفلسطينيين، أو المزايدة عليها، وأوضح تعبيرا وإيجازا من مقالات وكتب كثيرة كتبت وستكتب عن الدور العظيم والرائد الذى لعبته مصر لتبقى فلسطين حاضرة لا تغيب، ليتحقق حلم ريتاج بالعودة إليها حتى وإن كان هذا الحلم «هو بناء قبر لعائلتها»!
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية