تسجيل الخروج
هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟
رسائل «العودة»
المهووسون بأن مدخل الاعتبارات الإنسانية قد يمرر تهجير الفلسطينيين ليس عليهم إلا مشاهدة هرولة الفلسطينيين للعودة إلى حيث التدمير الكامل عنوانا ليتأكدوا أن ما يحلمون به ليس أكثر من سراب.الفلسطينيون يعودون وفقط إلى أرضهم، إلى مكانهم. لا يعنيهم كثيرا «جودة الحياة» وإن كانت هناك منازل تؤويهم أو مياه وكهرباء ومدارس ومستشفيات أم لا. يعلمون علم اليقين أن الاحتلال دمر كل ذلك. الذين لا يعرفون قيمة الوطن لا يمكنهم تفهم هرولة الفلسطينيين على أقدامهم للعودة إلى مسقط رأسهم، إيمانا بأن وطنا بلا منازل ولا خدمات أفضل مليون مرة من منازل وخدمات بلا وطن! يطلقون صرخة مدوية فى وجه اليمين المتطرف الإسرائيلى والرئيس الأمريكى أن الشعب الذى بقى نازحا فى وطنه تحت قصف نيرانى مروع، لا يمكن أن يرد بخاطره مجرد التفكير فى ترك الوطن مهما طاله من تدمير. العيش فى وطن بصرف النظر عن حالته هو الكرامة نفسها. الكرامة التى إن ذهبت ذهب معها معنى الحياة. التشبث الفلسطينى بالأرض رسالة ستظل تطارد الإسرائيليين حتى غرف نومهم.
الرسالة الثانية تحملها روعة مشهد العودة العفوي. لم يرتب أحد المشهد. لو ظهرت حماس أو أى قوة أخرى فى المشهد لأفسدته. لم تهتم حماس كثيرا أو ربما لم تستطع تأمين نزوح الفلسطينيين ولا دعمتهم وهم يواجهون ظروفا أقل ما توصف به أنها قاسية وغير إنسانية. واليوم يعود هؤلاء بإرادتهم دونما انتظار لتعليمات أو حتى مساعدات. كان يكفيهم فتح الطريق فساروا تكسو وجوههم سعادة لا يبررها ما ينتظرهم فى محطة العودة. اليوم التالى بالنسبة لهم هو ضمان مجرد خيمة تؤويهم فى مكانهم. «اليوم التالي» بالنسبة لهم لا مكان فيه لأسئلة وسجالات البعض بشأن حكم غزة. غزة بالنسبة لهم تحتاج لإعمار يبقيها على قيد الحياة، وليس لصراع على حكم دفعوا ثمنه غاليا، وعرض ويعرض الوطن وأهله لخطر إنهاء الحلم الفلسطينى. رسائل ومشاهد «ملحمة» العودة الفلسطينية يجب أن تبقى ماثلة أمام أعين الجميع تقديرا واحتراما لهذا الشعب البطل الحقيقى.
هل تريد تفعيل الإشعارات ؟
حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية