تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

حكيم مصر وعزيزها!

لم يصم آذانه يوما عن نداء. لم يتقاعس يوما عن واجبه. لم يتاجر بدينه ولا بوطنيته. كان دائما عند حسن الظن به. قبيل ثورة يونيو 2013 تعلق المصريون بموقفه فلم يخذلهم. حين تسرب الخوف إلى البعض بث الطمأنينة فى شرايين المجتمع كله عبر عباراته «تتقطع إيدانا لو اتمدت على حد فيكم». وعن سيناء، قال: «إحنا نموت كلنا ولا إن حد يقرب من أرضنا». وعن مصر كلها قال «قسما بالله اللى هيقرب من مصر هشيله من على وش الأرض». وعن سياسته الخارجية قال «ندير سياسة شريفة فى زمن عز فيه الشرف. نحن دولة رشيدة محترمة تحترم نفسها والآخرين وتحترم التزاماتها ولها وجه واحد فقط ولن تكون أبدا ذيلا لأحد». هذه المواقف لم يعبر الرئيس عبدالفتاح السيسى عنها مرة واحدة.

بل لا يوجد موقف واحد أو حتى تصريح هنا أو هناك يخالف تلك المواقف عبر ما يزيد على عشر سنوات. وحدها جماعة الإخوان ومن سار فى فلكها من حاول التشكيك فى تلك المواقف كلما تعرضت مصر لتحد أو أزمة ما. أزمة تهجير الفلسطينيين المطروحة فى الأسواق منذ 7 أكتوبر 2023 كاشفة لرسوخ موقف الرئيس مقابل «بجاحة» كل هؤلاء المغرضين. حاولوا الضغط عليه عندما أعلن موقفه التاريخى أنه لا لتهجير الفلسطينيين ولا لتصفية القضية ولم يتغير موقفه قيد أنملة. تصوروا أنه تحت ضغط التحديات الداخلية قد يأتى التغيير ولم يحدث. توهموا أنه مع تبنى الرئيس الأمريكى فكرة التهجير قد يتزحزح موقف الرئيس السيسى. فكانت الصفعة مجددا وبمنتهى الحكمة وبما يحترم كرامة مصر وشعبها.

الصفعة كانت بالمزيد من الإصرار على رفض التهجير، واعتباره ظلما لشعب تحمل الكثير، والتأكيد على أنه لا يحل القضية إلا دولة فلسطينية، والأهم أنه لا يمكن له كرئيس مصر أن يشارك فى مثل هكذا ظلم، كأنه يعيد ما قاله منذ سنوات «إحنا لا بنظلم ولا بنفترى ولا بنخون». قال الرئيس السيسى «لا» مدوية بصوت 110 ملايين مصرى لم يقولوا يوما إلا «لا» لظلم الفلسطينيين.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية