تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الكتاتيب المفترى عليها!

أن تكون ضد منهج الحفظ والتلقين وأن تدعو إلى التفكير النقدى لا يعنى أن تقف فى وجه فكرة عودة الكتاتيب. الكتاتيب مرتبطة ارتباطا وثيقا بتحفيظ النشء القرآن الكريم. حفظ القرآن لا علاقة له بتفريخ العقول المنغلقة أو المتطرفة. الذين تتجاوز أعمارهم الخمسين عاما مر معظمهم بشكل أو بآخر على كتاب القرية. لا يمكن الادعاء بأن كل هؤلاء أصبحوا متطرفين. بل خرج منهم مبدعون وعلماء تفاخرنا ونتفاخر بهم. الأهم من ذلك أن الوسائل الأخرى التى تم اعتمادها بديلا للكتاتيب لم تقدم ما يبرر استمرارها. إذن المشكلة ليست فى الكتاتيب فى حد ذاتها. وبالتالى فإن تصوير عودتها على أنها ردة أو أنها تتعارض مع مدنية الدولة هو افتراء، واختلاق لخلاف حول مدنية الدولة لا محل له من الإعراب! الخلاف يجب أن يكون حول كيفية تأمين عودة الكتاتيب لتؤدى مهمتها وبما لا يعرض النشء لما نتخوف منه جميعا، والذى ليس من بينه حفظ القرآن الكريم.

الدكتور أسامة الأزهرى وزير الأوقاف حدد مهمة الكتاتيب بأنها «تزرع القيم النبيلة وتحفظ الهوية وتبنى الإنسان المصري». كلها مهام تستلزم تكاتف كل المؤسسات وليس الأوقاف فقط. الأوقاف تقدم ما لديها للنهوض بتلك المهام. بدا واضحا من تصريحات وزير الأوقاف أنه يسعى لتجربة مختلفة من الكتاتيب تحيد المخاوف التى تحيط بتلك التجربة. وهنا جاء التأكيد أن الكتاتيب فى ثوبها الجديد «ستعتمد على الوسائل التكنولوجية الحديثة فى تطوير منهجيتها لتتماشى مع احتياجات العصر ومتطلباته، مع الحفاظ على روح الأصالة التى ميزتها عبر التاريخ». التجربة أيضا ستعتمد على نوعية مختلفة من المحفظين سيتم تأهيلهم فى معهد إعداد المحفظين والقراء التابع للوزارة. كما ستتاح التجربة لكل قرى مصر تقريبا، فالوزارة تستهدف إنشاء 4500 كتاب أى كتاب لكل قرية تقريبا.

باختصار فإن الدكتور الأزهرى لديه هدف واضح لا خلاف عليه، ويتيح ما يعتقد أنه مناسب لتحقيقه، تاركا للمصريين حرية التفاعل مع الكتاتيب سلبا أو إيجابا. الكتاتيب قد لا تكون لدى البعض الحل، ولكنها بكل تأكيد ليست المشكلة.
 

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية