تسجيل الخروج

هل تريد حقاً تسجيل الخروج؟

الإعلام الاصطناعى «3»

على الرغم من أن العلاقة بين الذكاء الاصطناعى والإعلام لا تزال فى طور التشكل، بما يجعل من الحكم على مآل تلك العلاقة صعبا أو على الأقل مبكرا. فالبعض يرى أنه من المستحيل الجزم بأن الذكاء الاصطناعى سيحل محل الصحفى فى المؤسسات الإعلامية، فالإعلام/ الصحافة من المهن الإنسانية والإبداعية والابتكارية وهذا النوع من المهن محمى إلى حد كبير من اكتساح الذكاء الاصطناعي. وهنا يرى الكاتب "برنارد مار" فى مقال بمجلة "فوربس"، أن الذكاء الاصطناعى لن يهيمن على البشر، فالتحول الحقيقى الذى يحدث لا يتعلق بالاستبدال - بل يتعلق بالارتقاء.

 

لقد انحاز الذكاء الاصطناعى نفسه للرأى القائل بأنه لن يحل محل الصحفيين والإعلاميين. فعند توجيه السؤال لـ Chat GPT عن رأيه فيما إذا كان سيحل محل الصحفيين والإعلاميين، أجاب بالقول "إجابتى ليست نعم أو لا مطلقة، بل تعتمد على زاويتين: الوظيفة الصحفية ودور الإنسان. وفى مقابل ذلك تذهب العديد من توقعات الخبراء إلى أن الأمر أصبح مسألة وقت فقط، حتى نرى غرفا إخبارية كاملة تدار دون ظهور الإنسان، الذى سيصبح ظهوره محدودا. بل قبل كريستيان هاموند، أستاذ علوم الكمبيوتر وخبير الذكاء الاصطناعى توقع قبل عدة سنوات أن يفوز روبوت بالجائزة الأهم فى عالم الصحافة "بوليتزر.

فى تقديرى، فإن الإعلام مقبل على مرحلة يكون فيها اصطناعيا بالكامل، بصرف النظر عن الفترة التى قد تستغرقها رحلة الوصول إلى تلك المرحلة، وهى فترة سيتوقف طولها أو قصرها على الإعلاميين والصحفيين أنفسهم. وعندئذ لن يكون مستغربا أن يفوز روبوت بجائزة بوليتزر، فالمنافسة ستكون بين روبوتات تقوم بالعمل الصحفى والإعلامى. مرحلة الإعلام الاصطناعى ستفتح بكل تأكيد لوسائل الإعلام آفاقا واسعة لممارسة أكبر قدر ممكن من التأثير، والسرعة فى توصيل الرسالة لم يتوافر لها من قبل، بما يبرر القول بأن الإعلام الاصطناعى سيمثل ثورة فى تأثير الإعلام، ولكنه لن يكون على ذلك النحو فيما يتعلق بالمحتوى الذى تثور الكثير من التخوفات بشأن ما سيقدمه ذلك الإعلام الاصطناعى من محتوى وتداعياته السياسية والاجتماعية.

هل تريد تفعيل الإشعارات ؟

حتي لا يفوتك أخر الأخبار المصرية والعالمية